وفي التاسعة من عمره ذهب به أبوه إلى أصبهان فقرأ النحو وكتاب «نجاة العباد» و «معالم الأصول» و «شرح اللمعة» على السيد إبراهيم القزويني، و «الرسائل» و «الفصول» وعلم العروض والحديث على أبيه وآخرين.
وفي شهر ذي الحجة من سنة (1300 ه) عاد إلى النجف بصحبة أبيه وجده الشيخ محمد باقر الأصبهاني، ودرس بها على علمائها الاعلام، فتتلمذ في الفقه والأصول على الميرزا حبيب الله الرشتي، والحاج آقا رضا الهمداني، والمولى محمد كاظم الآخوند الخراساني، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، والسيد إسماعيل الصدر، وشيخ الشريعة الأصبهاني.
ولما هبط النجف السيد محمد الفشاركي الأصبهاني مهاجرا من سامراء صحبه شيخنا صاحب الترجمة، ولازمه فاستفاد منه كثيرا، وكان كثير الثناء عليه بحيث كان يعتقد بأن استفادته منه على قصر المدة فوق ما حصل عليه من الآخرين، وبعد وفاة أستاذه هذا لم يدرس عند شيخ آخر.
وأخذ علوم الحديث والرجال والدراية عن الميرزا حسين النوري صاحب «المستدرك» والسيد مرتضى الكشميري.
وقرأ العلوم الرياضية وجانبا من علم الفلسفة على الميرزا حبيب الله الطهراني الشهير بذي الفنون.
وتخرج في الأدب والشعر على شاعر عصره الشهير السيد جعفر الحلي، وساجل كبار شعراء العراق حتى برع في الشعر العربي، ونظم فيه فأجاد كل الإجادة.
ثقافته العالية:
كان شيخنا أبو المجد يتمتع بذكاء وعبقرية وحافظة ممتازة، وفي أيام دراسته جد في التحصيل، واجتهد في اكتساب العلوم والمعارف الدينية والزمنية،