هذا وقد نقل المصنف في الكتاب بعض مناظراته مع بعض أساتيذه، يحدثنا عن إحداها، فيقول:
وعهدي بمجلس حافل اجتمعت فيه بخدمة الشيخ الأستاذ صاحب الكفاية (طاب ثراه) وأنا إذ ذاك غلام قد بقل خدي أو كاد، فجرى حديث هذه المسألة وكان من أشد المنكرين للمقدمة الموصلة، وبعد بحث طويل أوردت عليه أمثال هذه الأمثلة، فلم يكن جوابه إلا قوله:
إن معك الوجدان ومعي البرهان، فقلت: إن أقصى مدارج العلم أن تنتهي مسائله إلى الوجدان، فإذا سلمته وعجزت عن الجواب - ولا أعجز إن شاء الله - فليس البرهان إلا شبهة في مقابلة البداهة، فسكت رحمه الله ولم ينبس بنت شفة، واشتهر بين أهل النظر أمر هذه المناظرة (1).
وأنت إذا تأملت وتفحصت أوراق الكتاب تجد مزايا فريدة اختص بها مصنفه ومصنفه.
تذكرة:
قال المصنف في ديوانه المطبوع وقد بعث بكتاب الوقاية من تصنيفه في علم الأصول إلى بعض أصحابه وكتب على غلافه:
وقيت كل الرزايا لما أتتك الوقاية خذها ودع ما سواها فإن فيها (الكفاية) (2)