وفهمه لأسراره، وإحاطته بالمفردات اللغوية إحاطة تندر عن العلماء، أضف إلى ذلك تأثره بالصفي الحلي وعشقه لأنواع البديع، ولا يكاد يخلو من ذلك شيء من نظمه».
«وكان حلو المعشر، ظريف المحضر، كثير المداعبة، جميل المحاورة، يرصد النكتة ويجيد النادرة لكنه لا يخرج عن الآداب العرفية، ولا يجره ذلك إلى الخفة والرعونة مهما كانت النادرة مضحكة، بل يبلى المستمعين بذلك ويبقى محافظا على وقاره ورزانته، وهو حتى في حال النظم والمساجلة يبدو عالما أكثر منه شاعرا كما أن نكاته الشعرية علمية على الأكثر».
ان أبا المجد، هذا العالم النحرير الذي اعترف بفضله وفضيلته عارفوه يعاني الفقر والإعواز، ويشكو قلة ما في يده، ويتضجر إلى خلص أصدقائه مما يمسه من آلام الحاجة، وربما يبث ذلك في شعره ونثره.
قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني بهذا الصدد:
«ومع تلك المكانة العلمية والشهرة لم تكن حالته المادية على ما يرام، فكان غير مرتاح دائما كما يبدو ذلك من مكاتيبه لي، فتراه يتمثل في آخر «تنبيهات دليل الانسداد» بقول الشاعر:
بيني وبين الدهر حرب البسوس * إن شئت شرح الحال بينا نسوس ويقول في الفائدة الفقهية الملحقة به عند ذكره لأيام سكناه بكربلاء:
لقلت لأيام مضين ألا ارجعي * وقلت لأيام أتين ألا أبعدي» في أصبهان:
بعد أن استحصل شيخنا المترجم له العلم في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف أكثر من ثلاثين سنة، وبلغ المرتبة السامية من الثقافة العالية عزم في سنة (1333 ه) على العودة إلى أصبهان للمضايقات والفتن التي كان يصيبه