طرف منها بسبب قيام الحرب العالمية، فخرج من العراق بصحبة الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي إلى (سلطان آباد) حيث بقي الشيخ الحائري بها، وأم أبو المجد أصبهان فوصلها في يوم الثلاثاء غرة شهر محرم سنة (1334 ه).
قوبل في أصبهان بحفاوة وإكبار بالغين، وحصل له ما كان لسلفه الأعلام من الزعامة الدينية والمكانة الروحية، فنهض بأعباء الرئاسة والهداية والإرشاد والتوجيه، وقام مقام والده في سائر الوظائف الشرعية من الإمامة والتدريس ونشر الأحكام وتمهيد قواعد العلم.
كان يقيم صلاة الجماعة في المسجد المعروف ب «مسجد نو» وهو من المساجد المهمة المزدحمة في سوق أصبهان.
وكان محبوبا عند سائر الطبقات، له مكانة عظيمة واحترام فائق، وذلك لبشاشة وجهه وحسن أخلاقه وظرفه المحبب في أحاديثه الخاصة والعامة، لا تخلو محافله من نكات أدبية طريفة تهش إليها الأسماع وتتفتح لها القلوب.
أما تدريسه فقد ولع به الكثيرون من الطلاب وأرباب الفضل، وذلك لبلاغة تعبيره، وحسن تقريره وجامعيته، فقد كان يشفع أقواله بالأدلة والشواهد من الشعر الفارسي والعربي وأقوال اللغويين وأكابر السلف.
وفي سنة (1344 ه) ذهب إلى قم، وبقي بها مدرسا نحو سنة واحدة، فتزاحم على مجالس درسه أفاضل الطلاب والمتعلمين، وكان زعيم الحوزة العلمية في قم المغفور له الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري يوصي الطلبة بالحضور لديه والاستفادة منه، ويشجعهم على ذلك لما يعلم من مبلغ علمه وإحاطته بالعلوم الحوزوية وغيرها، إذ كان شريك درسه عند بعض الشيوخ الأساتذة، وكان يدرك فائدة وجوده في الحوزة، ولكن اضطر - شيخنا المترجم له - إلى العودة إلى أصبهان وترك قم.