مفاد إني مريد منك الفعل، ولا تخالفه إلا في أمرين:
أحدهما: أن دلالة الهيئة بسيطة، ودلالة الجملة الخبرية حاصلة من عدة دوال ومدلولات.
والثاني: اشتمالها على المعنى الحرفي المتقدم، وبمثله نقول في التمني، والترجي، ونحوهما، ويمكن أن يعد ما ذكرناه شرحا لكلام العلامة - الجد - فراجع.
هذا، وقد ذكر صاحبنا (1) العلامة - أدام الله أيامه - في المقام، ما حاصله - بعد تنقيحه وتوضيحه -: إن الإرادة وما شابهها من الصفات النفسانية قد يتحقق في النفس بتحقق مبانيها، كاعتقاد النفع الموجب لحصول الإرادة، أو التمني، أو الترجي على اختلاف مواردها، وقد توجدها النفس لمصلحة في نفسها، واستشهد عليه بأن المسافر قد يتعلق غرضه بالصوم في بلد، وإتمام الصلاة فيه، ويتوقف ذلك على إرادة الإقامة عشرة أيام لا على نفسها، ولهذا يحصل الغرض بحصول ذات الإرادة، وإن لم يمكث فيه غير يوم واحد مع الشرط المذكور في محله من كتب الفروع، فتوجد النفس الإرادة من غير أن تكون مصلحة في متعلقها، وكذلك التمني ونحوه، وإذا تحقق هذا نقول: إن استعملت الألفاظ الدالة على هذه الصفات مع وجودها في النفس ولو بإيجادها لها تكون مستعملة في معانيها، ونلتزم بعدم ذلك مع عدمها مطلقا (2). انتهى.
وببالي أنه - دام إفضاله - نقل لي هذا عن سيدنا الأستاذ - طاب ثراه - مع مثال آخر، وهو أنه لو فرض أن من يمكنه الاطلاع على الضمائر قال لرجل:
إذا أردت الحج أعطيتك فرسا وألف دينار حججت أم لم تحج. فإنه لا إشكال في