مبادئ الوصول - العلامة الحلي - الصفحة ٧٣
وكذلك المجاز: على خلاف الأصل، فيجب الحمل على الحقيقة، ما لم يدل دليل على عدم إرادتها (1).
لان الواضع إنما وضع اللفظ، ليكتفي به في الدلالة على ما وضعه له. وإنما يتم ذلك: بإرادة المعنى الموضوع له اللفظ، عند التجرد عن المعارض.
ولأن المجاز لو ساوى الحقيقة، لما حصل التفاهم عند المخاطبة، كما قلناه أولا.
واعلم: أن المجاز واقع، في القرآن (2) والسنة (3).

(١) وعليه فالمجاز دائما يحتاج إلى قرينة، تصرف اللفظ عن المعنى الحقيقي، وتعين المعنى المجازي، من بين المعاني المجازية.
" منطق المظفر: ١ / ٣٣ بتصرف " (٢) خلافا لابن داود وابن إسحاق. كما في قوله تعالى: " وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله "، أي في الجنة التي تحل فيها الرحمة، من باب تسمية الشئ باسم حاله، أي ما يحل في ذلك الشئ.
" جمعا بين هامش المصورة ص ٥، ومختصر المعاني: ص ١٥٧ بتصرف " (٣) كما في قوله (ع): " إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم... ".
فشبه النبي صلى الله عليه وآله، ما يكتسبه الانسان من خير القرآن ونفعه وعائدته عليه إذا قرأه وحفظه، بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به. " أمالي المرتضى: 1 / 354 بتصرف واختصار "
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست