حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: أن كفار قريش قالوا للنبي (ص): أذهب عنا جبال تهامة حتى نتخذها زرعا فتكون لنا أرضين، أو أحي لنا فلانا وفلانا يخبروننا حق ما تقول فقال الله: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا يقول: لو كان فعل ذلك بشئ من الكتب فيما مضى كان ذلك.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية... قال: قال كفار قريش لمحمد (ص): سير لنا الجبال كما سخرت لداود، أو قطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان فاغتدى بها شهرا وراح بها شهرا، أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى يكلمهم يقول: لم أنزل بهذا كتابا، ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال... الآية. قال: قالوا للنبي (ص): إن كنت صادقا فسير عنا هذه الجبال واجعلها حروثا كهيئة أرض الشام ومصر والبلدان، أو ابعث موتانا فأخبرهم فإنهم قد ماتوا على الذي نحن عليه فقال الله تعالى: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى: لم يصنع ذلك بقرآن قط ولا كتاب، فيصنع ذلك بهذا القرآن.
القول في تأويل قوله تعالى: أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا.
اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى قوله: أفلم ييأس فكان بعض أهل البصرة يزعم أن معناه: ألم يعلم ويتبين ويستشهد لقيله ذلك ببيت سحيم بن وثيل الرياحي:
أقول لهم بالشعب إذ يأمرونني * ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم