مطيع ملكا أو ذا سلطان، فهو دائن له، يقال منه: دان فلان لفلان فهو يدين له دينا، قال زهير:
لئن حللت بجو في بني أسد * في دين عمرو وحالت بيننا فدك وقوله: من الذين أوتوا الكتاب يعني: الذين أعطوا كتاب الله، وهم أهل التوراة والإنجيل. حتى يعطوا الجزية والجزية: الفعلة من جزى فلان فلانا ما عليه: إذا قضاه، يجزيه. والجزية مثل القعدة والجلسة.
ومعنى الكلام: حتى يعطوا الخراج عن رقابهم الذي يبذلونه للمسلمين دفعا عنها.
وأما قوله: عن يد فإنه يعني: من يده إلى يد من يدفعه إليه، وكذلك تقول العرب لكل معط قاهرا له شيئا طائعا له أو كارها: أعطاه عن يده وعن يد وذلك نظير قولهم:
كلمته فما لفم ولقيته كفة لكفة، وكذلك أعطيته عن يد ليد.
وأما قوله: وهم صاغرون فإن معناه: وهم أذلاء مقهورون، يقال للذليل الحقير:
صاغر. وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله (ص) في أمره بحرب الروم، فغزا رسول الله (ص) بعد نزولها غزوة تبوك. ذكر من قال ذلك:
12911 - حدثني محمد بن عروة، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون حين أمر محمد وأصحابه بغزوة تبوك.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
واختلف أهل التأويل في معنى الصغار الذي عناه الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: أن يعطيها وهو قائم والآخذ جالس. ذكر من قال ذلك:
12912 - حدثني عبد الرحمن بن بشر النيسابوري، قال: ثنا سفيان، عن ابن