يدعون من دونه إلا إناثا) * قال: آلهتهم: اللات، والعزى، ويساف، ونائلة، هم إناث يدعونهم من دون الله. وقرأ: * (وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) *.
وقال آخرون: معنى ذلك: إن يدعون من دونه إلا مواتا لا روح فيه. ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) * يقول: ميتا.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) *: أي إلا ميتا لا روح فيه.
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) * قال: والإناث: كل شئ ميت ليس فيه روح خشبة يابسة، أو حجر يابس، قال الله تعالى: * (وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) *... إلى قوله: * (فليبتكن آذان الانعام) *.
وقال آخرون: عنى بذلك أن المشركين كانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله. ذكر من قال ذلك:
حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) * قال: الملائكة يزعمون أنهم بنات الله.
وقال آخرون: معنى ذلك: إن أهل الأوثان كانوا يسمون أوثانهم إناثا، فأنزل الله ذلك كذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن نوح بن قيس، عن أبي رجاء، عن الحسن قال: كان لكل حي من أحياء العرب صنم يسمونها أنثى بني فلان، فأنزل الله: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) *.
حدثني المثنى، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا نوح بن قيس، قال: ثنا محمد بن سيف أبو رجاء الحراني، قال: سمعت الحسن يقول: كان لكل حي من العرب، فذكر نحوه.