سمعت الشعبي يقول في قوله: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى قال: هو الطعام، وكان يومئذ الطعم قليلا. قال: قلت: وما الطعام؟ قال: التمر والسويق.
2985 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق قال: ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك قوله: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وخير زاد الدنيا المنفعة من اللباس والطعام والشراب.
2986 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى قال: كان ناس يتزودون إلى عقبة، فإذا انتهوا إلى تلك العقبة توكلوا ولم يتزودوا.
2987 - حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، قال: ثنا المحاربي، قال: قال سفيان في قوله: وتزودوا قال: أمروا بالسويق والكعك.
2988 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرني أبي أنه سمع عكرمة يقول في قوله: وتزودوا قال: هو السويق والدقيق.
2989 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى قال: كانت قبائل من العرب يحرمون الزاد إذا خرجوا حجاجا وعمارا لان يتضيفوا الناس، فقال الله تبارك وتعالى لهم: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
* - حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا سفيان عن عمرو، عن عكرمة، قال: كان الناس يقدمون مكة بغير زاد، فأنزل الله: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
فتأويل الآية إذا: فمن فرض في أشهر الحج الحج فأحرم فيهن فلا يرفثن ولا يفسقن، فإن أمر الحج قد استقام لكم، وعرفكم ربكم ميقاته وحدوده. فاتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه من أمر حجكم ومناسككم، فإنكم مهما تفعلوا من خير أمركم به أو ندبكم إليه يعلمه. وتزودوا من أقواتكم ما فيه بلاغكم إلى أداء فرض ربكم عليكم في حجكم ومناسككم، فإنه لا بر لله جل ثناؤه في ترككم التزود لأنفسكم ومسألتكم الناس ولا في تضييع أقواتكم وإفسادها، ولكن البر في تقوى ربكم باجتناب ما نهاكم عنه في سفركم لحجكم وفعل ما أمركم به، فإنه خير التزود، فمنه تزودوا.