ولم يقل له إنهما من القرآن! فلا بد لهم من وضع سورتين مكانهما لا سورة واحدة..
فيجب جعل النص قسمين!
يبقى السؤال: من الذي ارتأى أن يسمى هذا القنوت المزعوم سورتين؟ هنا تسكت الروايات عن التصريح!
ومن الذي أمر أن تضاف سورتان ركيكتان إلى كتاب الله تعالى وتكتبا في المصاحف؟ هنا تسكت الروايات عن التصريح!
ولكنها تنطق صحيحة متواترة صريحة بأن الخليفة عمر هو الذي عرفهما للمسلمين بقراءته لهما في صلاة الصبح دائما أو كثيرا! إما بنية الدعاء وإما بنية سورتين من القرآن! ومن الطبيعي أن تكونا موجودتين في مصحف عمر الذي كان عند حفصة.. إلى أن أحرقه مروان بن الحكم بعد وفاتها حتى لا يقال إنه يختلف عن مصحف عثمان!!
ويشك الإنسان كل الشك في نسبة السورتين المزعومتين إلى مصحف ابن مسعود وابن كعب.. وإن صح شئ من ذلك فلا بد أن يكون الخليفة عمر هو الذي أقنع ابن مسعود وابن كعب بكتابتهما في مصحفيهما! وسيأتي ما ينفع في ذلك في قصة المعوذتين!
قال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 420:
(ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد.
قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد قال قرأنا في مصحف أبي بن كعب اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد هذه الآية سورة وأحسبه قال اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق.