وما أدري كيف يمكن الجمع بين هذه الروايات وبين آية واحدة من آيات المنافقين في القرآن مثل قوله تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار؟!
بل كيف يمكن الجمع بينها وبين ما روته نفس هذه المصادر، كالأحاديث الصحيحة التي رواها الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 108 (وعن عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق: إذا حدث كذب، وإذا أوتمن خان، وإذا وعد أخلف. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن مسعود قال: اعتبروا المنافقين بثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر. فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله... إلى آخر الآية. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح) انتهى.
والذي رواه الترمذي في سننه ج 5 ص 298 (عن أبي سعيد الخدري قال: إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب. هذا حديث غريب.
وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي، وقد روى هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد).
وأحاديث الحاكم الصحيحة في المستدرك ج 3 ص 129 (عن أبي ذر رضي الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه).
وفي ص 138 (عن علي بن أبي طلحة قال حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج، فقيل للحسن إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي، فقال على به، فأتي به فقال: أنت الساب لعلي؟ فقال ما فعلت. فقال والله إن لقيته وما أحسبك تلقاه يوم القيامة لتجده قائما على حوض رسول الله صلى الله عليه وآله يذود عنه رايات المنافقين، بيده عصا من عوسج. حدثنيها الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله، وقد خاب من افترى. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) انتهى.