الجراح والمغيرة بن شعبة، فقال: ما الرأي؟ قالوا: الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب فتجعل له في هذا الأمر نصيبا يكون له ولعقبه من بعده، فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب حجة لكم على علي، إذا مال معكم...). وذكره ابن هشام في السيرة ج 3 ص 240، وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 259، انتهى.
وغرضنا من التعرف على شخصية سعيد بن العاص وأسرته أن نسجل أن مملي القرآن الذي بأيدينا كان من نجباء بني أمية.. ومما يدل على عقله وتدينه أن عليا عليه السلام قتل أباه العاص يوم بدر، ولكنه لم يكن في نفسه ضغينة على علي، مع أن بعضهم حاول تحريكه على قاتل أبيه.. بل نراه وقف مع أعمامه بعد النبي صلى الله عليه وآله إلى جانب علي ولم يبايعوا حتى بايع.. جاء في سيرة ابن هشام ج 2 ص 200 و ص 264:
(قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي، أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص ومر به: إني أراك كأن في نفسك شيئا؟! أراك تظن أني قتلت أباك؟! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به وهو يبحث بحث الثور بروقه فحدت عنه، وقصد له ابن عمه علي فقتله). وكان العاص بن هشام أسيرا يوم بدر فقتله عمر!
وذكر ابن الأثير جواب سعيد لعمر، قال في أسد الغابة ج 2 ص 309 (فقال له سعيد بن العاص: ولو قتلته لكنت على الحق وكان على الباطل! فتعجب عمر من قوله!) انتهى.
بقي أن نشير إلى رواية ذكرت ممليا آخر مع سعيد هو مالك بن أنس جد مالك بن أنس.. قال في كنز العمال ج 2 ص 582:
(فقال أبو قلابة: فحدثني مالك بن أنس قال أبو بكر بن داود هذا مالك بن أنس جد مالك بن أنس، قال: كنت فيمن أملى عليهم فربما اختلفوا في الآية، فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها ويدعون موضعها حتى يجئ أو يرسل إليه، فلما فرغ من المصحف، كتب إلى أهل الأمصار: إني قد صنعت كذا وصنعت كذا،