تمزيق المصاحف. قال: إن الناس لما اختلفوا في القراءة خشي عمر رضي الله عنه الفتنة فقال: من أعرب الناس؟ فقالوا: سعيد بن العاص. قال: فمن أخطهم؟ قالوا: زيد بن ثابت. فأمر بمصحف فكتب بإعراب سعيد وخط زيد، فجمع الناس ثم قرأه عليهم بالموسم فلما كان حديثا كتب إلى حذيفة: إن الرجل يلقى الرجل فيقول قرآني أفضل من قرآنك حتى يكاد أحدهما يكفر صاحبه، فلما رأيت ذلك أمرت الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر رضي الله عنه وهو هذا المصحف، وأمرتهم بترك ما سواه، وما صنع الله بكم خير مما أردتم لأنفسكم) انتهى.
والجميع يعرفون أن الخليفة عمر لم يقم بهذا العمل، ولم يقرأ على المسلمين قرآنا في موسم الحج!! وقال ابن شبة في ج 3 ص 1005:
(... عن توبة بن أبي فاختة، عن أبيه قال بعث عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله أن يدفع المصحف إليه، قال ولم؟ قال لأنه كتب القرآن على حرف زيد. قال: أما أن أعطيه المصحف فلن أعطيكموه ومن استطاع أن يغل شيئا فليفعل، والله لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وإن زيدا لذو ذؤابتين يلعب بالمدينة!) انتهى. ولم يدع أحد غير عثمان وخصم زيد ابن مسعود بأن قرآن عثمان كتب على حرف زيد، ولكن غرض ابن مسعود من ادعاء ذلك أن يبرر تمسكه بقراءته ، وغرض عثمان من ذلك إن كان قاله، أن يسكت المعترضين لعمر، لأنهم يعرفون ثقة عمر بزيد!!
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 2 ص 426:
(الواقدي: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن الزهري، قال: قال ثعلبة ابن أبي مالك: سمعت عثمان يقول: من يعذرني من ابن مسعود؟ غضب إذ لم أوله نسخ المصاحف! هلا غضب على أبي بكر وعمر إذ عزلاه عن ذلك ووليا زيدا، فاتبعت فعلهما!) انتهى.
والجميع يعرف أن أبا بكر وعمر لم يوليا ابن مسعود على نسخ المصاحف حتى يعزلاه، ولا وليا زيدا إلا على جمع القرآن مع الخليفة عمر وبرأيه، ولكن الخليفة عثمان يريد الدفاع عن نفسه وإثبات أن سياسته نفس سياسة الشيخين التي يريدها الناس!