الصلح العائلية في ذيل الآية 35 سورة النساء).
وفي نفس الوقت نجد أن الإسلام شجع كل ما من شأنه تقوية الأواصر العائلية وتقويتها، وشجب كل محاولة لإضعافها وتفكيكها.
3 2 - أسباب الطلاق:
لا يختلف الطلاق عن الظواهر الاجتماعية الأخرى التي تمد جذورها في المجتمع وتشارك في تكوينها أسباب وأمور عديدة متشابكة. وعملية منعها والوقوف بوجهها تبقى بدون جدوى ما لم يتم النظر إليها بشكل دقيق يتناول جميع العوامل التي تقف وراءها، وهي كثيرة جدا منها:
أ - التوقعات والآمال المفرطة التي يبنيها كل واحد منهما على الطرف الثاني، فلو أنهما جعلا توقعهما في دائرة محدودة ومعقولة وتجنبا التوغل في عالم الخيال، وأدرك كل واحد منهما الطرف الآخر جيدا، وحصر التوقع في المجالات الممكنة، فحينئذ يمكن الحيلولة دون وقوع الكثير من حالات الطلاق.
ب - استحكام روح طلب الماديات ووسائل الرفاه المختلفة يجعل الإنسان - وخاصة النساء - في حالة عدم قناعة مستمرة، مما يسهل حصول عملية الطلاق والانفصال عند مواجهة أبسط الحوادث تحت ذرائع وحجج متنوعة.
ج - تدخلات الأقرباء في الشؤون الخاصة للزوجين، وخاصة تلك التدخلات في موارد الاختلافات بين الزوجين. ويعد ذلك من العوامل المهمة التي تساعد على الطلاق.
ونلاحظ من خلال التجربة أن خلافات الزوجين إذا ما تركت لشأنها دون تدخل من الأقارب فسوف تتلاشي وتنطفئ شيئا فشيئا. أما إذا تم دخول طرف من الأقارب والمتعلقين دخولا متحيزا متعصبا، فإنه سيؤدي إلى إشعال هذه الخلافات وتعقيدها أكثر.