المجرمين إلى جهنم وردا (86) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا (87) وقالوا اتخذ الرحمان ولدا (88) لقد جئتم شيئا إدا (89) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90) أن دعوا للرحمان ولدا (91) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (92)) *.
القراءة: في الشواذ رواية قتادة، عن الحسن * (يحشر المتقون) *، و * (يساق المجرمون) * قال: فقلت: إنها بالنون يا أبا سعيد، قال: وهي للمتقين إذا. وقراءة السلمي * (شيئا إدا) * بفتح الهمزة. وقرأ أبو جعفر، وابن كثير، وحفص: * (تكاد) * بالتاء * (يتفطرن) * بالتاء، وفتح الطاء مشددة، وفي عسق، مثله. وقرأ نافع والكسائي: * (يكاد) * بالياء، * (يتفطرن) * في السورتين. وقرأ أبو عمرو، وأبو بكر، وهبيرة، عن حفص، ويعقوب: * (تكاد) * بالتاء، * (ينفطرن) * بالياء، والنون، وكسر الطاء في السورتين. وقرأ ابن عامر، وحمزة، وخلف، هاهنا: * (تكاد) * بالتاء، * (ينفطرن) * بالنون، مثل أبي عمرو. وفي عسق: * (تكاد) * بالتاء، * (يتفطرن) * بالتاء أيضا.
الحجة: حجة من قرأ * (يحشر، ويساق) * قوله تعالى * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) * والأد بالفتح: القوة. قال: (نضوت عني شرة وأدا) (1). فعلى هذا يمكن أن يكون المعنى: لقد جئتم شيئا أد أي: ذا قوة. وإن شئت وصفته بالمصدر، كقولهم: رجل عدل، وضيف. والانفطار: مطاوعة الفطر، يقال فطره فانفطر، والتفطر: مطاوعة التفطير، يقال فطرته فتفطر، وكأنه أليق بهذا الموضع، لما فيه من معنى المبالغة، وتكرير الفعل. وذهب أبو الحسن في معنى قوله * (تكاد السماوات) *: إلى أن معنى * (تكاد) * تريد، وكذلك قال في قوله * (كذلك كدنا ليوسف) * أي: أردنا له، وأنشد:
كادت، وكدت، وتلك خير إرادة، لو عاد من ذكر الصبابة ما مضى