8 - فسبب رد بصر الأعمى هو توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما فهمه الأئمة الحفاظ الذين أخرجوا الحديث في مصنفاتهم فذكروا الحديث على أنه من الأدعية التي تقال عند الحاجات. فقال البيهقي في (دلائل النبوة) (6 / 166) باب: ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر وما ظهر في ذلك من آثار النبوة. ا ه.
ولا يخفى أن تعليمه للضرير هو الدعاء الذي فيه التوسل بالذوات وعبارة البيهقي واضحة جدا. والبيهقي حافظ فقيه.
وهكذا ذكره النسائي، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والترمذي في الدعوات، والطبراني في الدعاء، والحاكم في المستدرك، والمنذري في الترغيب والترهيب، والهيثمي في مجمع الزوائد في صلاة الحاجة ودعائها، والنووي في الأذكار على أنه من الأذكار التي تقال عند عروض الحاجات، وابن الجزري في العدة في باب صلاة الضر والحاجة (ص 161).
وقال القاضي الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص 162): وفي هذا الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ا ه.
واستقصاء الحفاظ الذين فهموا أن الحديث على عمومه واستعمال الدعاء الوارد فيه الذي فيه التوسل به صلى الله عليه وسلم يطول.
9 - إن عثمان بن حنيف رضي الله عنه وهو راوي الحديث فهم من الحديث العموم، فقد وجه رجلا يريد أن يدخل على عثمان بن