أما الوزن فألف ومأتا رطل وبه قال من عدا الراوندي من الأصحاب ثم اختلفوا في إرادة العراقي والمدني فالشيخان وأتباعهما على الأول والسيد المرتضى وابن بابويه على الثاني ولم يذهب أحد إلى أنه المكي حتى ابن الجنيد مع أنه أنسب بالمساحة على مذهبه والعجب من ابن بابويه كيف لم يعتبر العراقي فاعتبر المدني مع أن الكر عنده قريب من نصفه عند من اعتبر العراقي فصل القولان الأخيران من أقوال المساحة شاذان وأما الأولان فمستند أولهما ما رواه الشيخ في التهذيب عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكر من الماء كم يكون قدره قال إذا كان الماء ثلاثة أشبار ونصفا في مثلثه ثلاثة أشبار ونصف في عمقه من الأرض فذلك الكر من الماء ومستند ثانيهما صحيحة إسماعيل بن جابر عن الصادق عليه السلام قال الكر من الماء ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار وهذه ترجح على الأولى بصحة السند للطعن في عثمان بن عيسى بالوقف ولتأييدها بما رواه محمد بن يعقوب عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال الكر ثلاثة أشبار عرضها في ثلاثة أشبار عمقها وقد ترجح الأولى عليها فالشهرة وفيه أن الشهرة مشتركة والتفاوت فيهما ممنوع فصل هذه الروايات الثلاث مشتركة بحسب الظاهر في الخلو عن بيان قدر بعض الأبعاد أما الأخيرة فعن بيان الطول وأما الأوليان فالظاهر خلو ثانيتهما عن بيان العمق وأوليهما عن بيان العرض ولعله عليه السلام أحال تقدير ما لم يذكره من الأبعاد على ما ذكره منها لدلالة سياق الكلام عليه فأعني عن ذلك ذكره والحذف مع وجود ما يدل على المحذوف شايع ذايع تكميل قطع بعض المحققين بخلو الرواية الأولى عن بيان قدر العمق وفيه نظر لأن قوله عليه السلام في عمقه من الأرض أما حال من مثله أو نعت لثلاثة أشبار الذي هو بدل من مثله وعلى كلا التقديرين فالمسكوت عنه إنما هو العرض وأما العمق فمبين ولولا الحمل على هذا لكان قوله عليه السلام في عمقه من الأرض كلاما منقطعا متهافتا وحاشا مثلهم عن التلفظ بمثله توجه لا يبتعد ادعاء تضمن الأولى مقدار كل من الأبعاد الثلاثة أما بعود الضمير في قوله عليه السلام في مثله إلى ما دل عليه قوله ثلاثة أشبار ونصفا أي في مثل ذلك المقدار لا في مثل الماء إذ لا محصل له وكذا الضمير في قوله عليه السلام في عمقه أي في عمق ذلك المقدار من الأرض لا في عمق الماء حذرا من التفكيك وأما بأن يكون ثلاثة في قوله عليه السلام ثلاثة أشبار ونصف في عمقه منصوبا على أنه خبر ثان لكان لا مجرورا بالبدلية من مثله وعلى كل من هذين الوجهين لا يكون الرواية خالية عن بيان شئ من مقادير الأبعاد الثلاثة لكن الأخير يقتضي نصب النصف بالعطف عن ثلاثة وهو في الرواية غير منصوب والتقدير تكلف وجره بالعطف على أشبار مما لا يخفى فساده على طبع ذي سليم إيضاح مستند التقدير بالوزن مرسلة ابن أبي عمير التي هي عندهم كالمسندة وهي ما رواه الشيخ في التهذيب عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال الكر من الماء الذي لا ينجسه شئ ألف ومائتا رطل وبها احتج السيد و ابن بابويه على اعتبار الرطل المدني والشيخان على اعتبار العراقي ووجه الأول بأنهم عليهم السلام من أهل المدينة
(٣٧٦)