مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج ١ - الصفحة ٢١٧

____________________
طريق الأصحاب بما رواه زرارة وبكير ابنا أعين في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام، إنهما قالا له: أصلحك الله فأين الكعبان؟ قال: " ها هنا " يعني المفصل دون عظم الساق (1). وهذه الرواية لا تدل على ما ذكره صريحا. والظاهر أنه - رحمه الله - إنما احتج بها على إبطال ما ذهب إليه العامة من أن الكعبين هما العقدتان اللتان في أسفل الساقين.
والأجود الاستدلال عليه مضافا إلى الاجماع ونص أهل اللغة (2) بما رواه الشيخ - رحمه الله - في الصحيح، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظهر القدم (3).
وفي الحسن عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام. قال: " الوضوء واحدة واحدة، ووصف الكعب في ظهر القدم " (4).
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: أنه وضع يده على ظهر القدم ثم قال:
" هذا هو الكعب " قال: وأوما بيده إلى أسفل العرقوب (5)، ثم قال: " إن هذا هو

(١) الكافي (٣: ٢٦ / ٥)، التهذيب (١: ٧٦ / ١٩١)، الوسائل (١: ٢٧٢) أبواب الوضوء ب (١٥) ح (٣).
(٢) قال الخليل في كتاب العين (١: ٢٠٧) كعب الانسان: ما أشرف فوق رسغه عند قدمه، انتهى ولم نجد أفضل من هذا في كتب اللغة، بل أنهم نسبوا القول بأنه قبتا القدم وأنه في ظهر القدم إلى الشيعة: راجع النهاية (٤: ١٧٨)، ولسان العرب (١: ٧١٨)، والمصباح المنير: (٥٣٥).
(٣) التهذيب (١: ٦٤ / ١٧٩)، الاستبصار (١: ٦٢ / ١٨٤) قرب الإسناد (١٦٢)، الوسائل (١: ٢٩٣) أبواب الوضوء ب (٢٤) ح (٤)، ورواه أيضا في الكافي (٣: ٣٠ / ٦).
(٤) الكافي (٣: ٢٦ / ٧)، التهذيب (١: ٨٠ / ٢٠٥)، الاستبصار (١: ٦٩ / ٢١٠)، الوسائل (١: ٣٠٦) أبواب الوضوء ب (٣١) ح (١).
(٥) العرقوب: العصب الغليظ الموتر فوق عقب الانسان (راجع الصحاح ١: ١٨٠).
(٢١٧)
مفاتيح البحث: الوضوء (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست