ذلك من تصرف الرواة فقد وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ أشد بياضا من اللبن وكذا لابن مسعود عند أحمد وكذا لأبي امامة عند ابن أبي عاصم (قوله وريحه أطيب من المسك) في حديث ابن عمر عند الترمذي أطيب ريحا من المسك ومثله في حديث أبي أمامة عند ابن حبان رائحة وزاد ابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا في حديث بريدة وألين من الزبد وزاد مسلم من حديث أبي ذر وثوبان وأحلى من العسل ومثله لأحمد عن أبي بن كعب وله عن أبي أمامة وأحلى مذاقا من العسل وزاد أحمد في حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود وأبرد من الثلج وكذا في حديث أبي برزة وعند البزار من رواية عدي بن ثابت عن أنس ولأبي يعلى من وجه آخر عن أنس وعند الترمذي في حديث ابن عمر وماؤه أشد بردا من الثلج (قوله وكيزانه كنجوم السماء) في حديث أنس الذي بعده وفيه من الأباريق كعدة نجوم السماء ولأحمد من رواية الحسن عن أنس أكثر من عدد نجوم السماء وفي حديث المستورد في أواخر الباب فيه الآنية مثل الكواكب ولمسلم من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر فيه أباريق كنجوم السماء (قوله من شرب منها) أي من الكيزان وفي رواية الكشميهني من شرب منه أي من الحوض (فلا يظمأ أبدا) في حديث سهل بن سعد الآتي قريبا من مر على شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وفي رواية موسى بن عقبة من ورده فشرب لم يظمأ بعدها أبدا وهذا يفسر المراد بقوله من مر به شرب أي من مر به فمكن من شربه فشرب لا يظمأ أو من مكن من المرور به شرب وفي حديث أبي أمامة ولم يسود وجهه أبدا وزاد ابن أبي عاصم في حديث أبي ابن كعب من صرف عنه لم يرو أبدا ووقع في حديث النواس بن سمعان عند ابن أبي الدنيا أول من يرد عليه من يسقى كل عطشان * الحديث السابع (قوله يونس) هو ابن يزيد (قوله حدثني أنس) هذا يدفع تعليل من أعله بأن ابن شهاب لم يسمعه من أنس لان أبا أويس رواه عن ابن شهاب عن أخيه عبد الله بن مسلم عن أنس أخرجه ابن أبي عاصم وأخرجه الترمذي من طريق محمد بن عبد الله ابن مسلم ابن أخي الزهري عن أبيه به والذي يظهر انه كان عند ابن شهاب عن أخيه عن أنس ثم سمعه عن أنس فإن بين السياقين اختلافا وقد ذكر ابن أبي عاصم أسماء من رواه عن ابن شهاب عن أنس بلا واسطة فزادوا على عشرة * الحديث الثامن حديث أنس من رواية قتادة عنه (قوله بينا انا أسير في الجنة) تقدم تفسير سورة الكوثر ان ذلك كان ليلة أسري به وفي أواخر الكلام على حديث الاسراء في أوائل الترجمة النبوية وظن الداودي ان المراد ان ذلك يكون يوم القيامة فقال إن كان هذا محفوظا دل على أن الحوض الذي يدفع عنه أقوام غير النهر الذي في الجنة أو يكون يراهم وهو داخل الجنة وهم من خارجها فيناديهم فيصرفون عنه وهو تكلف عجيب يغني عنه ان الحوض الذي هو خارج الجنة يمد من النهر الذي هو داخل الجنة فلا اشكال أصلا وقوله في آخره طيبه أو طينه شك هدبة هل هو بموحدة من الطيب أو بنون من الطين وأراد بذلك أن أبا الوليد لم يشك في روايته انه بالنون وهو المعتمد وتقدم في تفسير سورة الكوثر من طريق شيبان عن قتادة فاهوى الملك بيده فاستخرج من طينه مسكا أذفر وأخرج البيهقي في البعث من طريق عبد الله بن مسلم عن أنس بلفظ ترابه مسك * الحديث التاسع حديث أنس أيضا من رواية عبد العزيز وهو ابن صهيب عنه (قوله أصيحابي) بالتصغير وفي رواية الكشميهني أصحابي بغير تصغير (قوله فيقول في رواية الكشميهني فيقال وقد ذكر شرح ما تضمنه في شرح حديث
(٤١٢)