الدنيا والدين وما حضروا معهم في اختيار الإمام ولا شاركوهم ولا أذنوا لهم من سائر بلاد الاسلام؟ ومن وليهم علي وأنا غافل بيد عنهم حتى يختاروا لي بظنهم الضعيف إماما ما وكلتهم فيه ولا أرضى أبدا بالاختيار منهم؟ فهل هذا إلا ظلم هائل وجور شامل من غير رضى من يدعي وكالته ونيابة من استنابه فيها من غير رضا من يدعي نيابته.
ثم قلت لهم: أنتم ما كنتم تتفكرون فساده في أول مرة لما اظهر العدل واجتمعتم عليه فلما تمكن منكم قتلكم واخذ أموالكم، وقد رأيتم ورأينا وسمعتم وسمعنا من اختيار الملوك والخلفاء والاطلاع على الغلط في الاختيار لهم وقتلهم وعزلهم وفساد تلك الآراء.
وقلت لهم: أنتم تعلمون أنه يمكن ان يكون عند وقت اختياركم لواحد من ولد فاطمة عليها السلام غير معصوم ولا منصوص عليه أن يكون في ذلك البلد وغيره من هو مثله أو أرجح منه ولا تعرفونه فكيف تبايعون رجلا وتقتلون أنفسكم بين يديه، ولعل غيره أرجح منه وأقوم بما تريدون؟
وقلت لهم: أنتم يا بني الحسن لعل ما منعكم من القول بإمامة أئمة بني الحسين إلا أنكم ولد الامام الأكبر، ولعلكم أبيتم أن تكونوا تبعا لولد الامام الأصغر، وما أراكم خلصتم من هذا العار لأنكم قلدتم زيدا وهو حسني فنسبتم مذهبكم إليه وفي بني الحسن والحسين عليهما السلام من هو أفضل منه، قبله كان عبد الله بن الحسن وولداه والباقر والصادق عليهما السلام ما يقصرون عنه.
ثم إنكم ما وجدتم لهم فقها أو مذهبا يقوم بالشريعة فتممتم مذهبكم بمذهب أبي حنيفة، وأبو حنيفة من العوام والغلمان لجدكم ولكم، فإذا رضيتم إماما زيديا وهو حسني مرقع مذهبه بمذهب أبي حنيفة فانا أدلكم على الباقر والصادق وغيرهما عليهم السلام من بني الحسين عليهم السلام من غير مرقعين وعلومهم كافية في أمور الدنيا والدين.