بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا * وخلفوا في سويد القلب نيرانا المجلس السادس والثلاثون قال في المجلد التاسع من البحار: رشيد بضم الراء الهجري نسبته إلى هجر بفتح أوله وثانيه، مدينة هي قاعدة البحرين أي دار الخلافة، ومقام السلطنة أو ناحية البحرين كلها كان أمير المؤمنين (ع) يسميه رشيد البلايا كان قد ألقى (ع) علم البلايا والمنايا ويقول:
فلان يموت بموتة كذا وكذا، وفلان يموت بقتلة كذا وكذا فيكون كما قال:
وري عن كتاب الاختصاص قال: لما طلب زياد أبا عبد الله رشيد الهجري اختفى رشيد فجاء ذات يوم إلى أبي أراكة وهو من أصحاب أمير المؤمنين (ع) وعده البرقي من خواص أصحابه مثل الأصبغ بن نباتة، ومالك الأشتر، وكميل بن زياد، وآل أبي أراكة مشهورون في رجال الشيعة ورواة الأئمة عليهم السلام وكان أبو أراكة جالسا على بابه في جماعة من أصحابه فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكة وخاف فقام، ودخل داره في اثره، وقال: ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم. قال: وما ذاك؟ قال:
أنت مطلوب وجئت حتى دخلت داري، وقد رآك من كان عندي. فقال: ما رآني أحد منهم قال وستخرج أيضا فأخذه وشد كتافا ثم أدخله بيتا وأغلق عليه بابه ولم يكن هذا عن استخفاف به بل كان من الخوف على نفسه فان زيادا كان شديدا في طلب رشيد وأمثاله من شيعة أمير المؤمنين والتنكيل والتعذيب بهم وبمن أعانهم وأضافهم وأجارهم، وبعد ذلك خرج إلى أصحابه فقال لهم: انه خيل إلي ان رجلا شيخا قد دخل داري آنفا قالوا:
ما رأينا أحدا فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون: ما رأينا أحدا فسكت عنهم. ثم إنه تخوف ان كيون قد رآه غيرهم فذهب إلى مجلس زياد ليتجسس هل يذكرونه فان هم أحسوا بذلك اخبرهم عنده، وجعل يتكلم معه فبينما هو كذلك إذ اقبل رشيد الهجري على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد فلما نظر إليه أبو أراكة تغير وجهه وأسقط ما في يده، وأيقن بالهلاك والقتل من زياد لنفسه وأهله. فنزل رشيد عن البغلة وأقبل إلى زياد فسلم عليه فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله ثم أخذ يسأله كيف قدمت؟ وكيف خلفت؟ وكيف كنت في