المجلس الثاني عشر قال الله عز من قائل: عبدي أطعني حتى أجعلك مثلي أقول للشئ: كن فيكون تقول للشئ كن فيكون، وفي الخبر العبودية جوهرة كنهها الربوبية ولهذا ترى الأنبياء والأولياء والحجج سيما أشرفهم وسيدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوصيائه عليهم السلام لما أطاعوا الله عز وجل أطاعهم كل شئ حتى البهائم والحيوانات لان الله عرفها قدر أنبيائه وأوليائه فتعرف مناقبهم ومصائبهم وشؤوناتهم وإذا عرضت حاجة تتوسل بهم إلى الله تمتثل أوامرهم وعن الحارث الهمداني قال: كنا مع أمير المؤمنين بالكناسة إذ اقبل أسد يهوى من البرية فتضعضعنا له وانتهى إلى أمير المؤمنين فطرح نفسه بين يديه خاضعا ذليلا فقال له أمير المؤمنين ارجع ولا تدخلن دار هجرتي وبلغ عني ذلك جميع السباع فإذا عصوا الله في وخلعوا طاعتي فقد حكمت فيهم قال الحارث: فلم تزل جميع السباع تتجافى عن الكوفة وحواليها إلى أن قبض علي (ع) وتقلدها زياد بن أبيه فلما دخلها سلطت السباع على الكوفة وحواليها حتى أفنت أكثر الناس، ومن توسلات السباع بأمير المؤمنين (ع) أيضا روى الديلمي عن جماعة خرجوا بالليل مختفين إلى الغري لزيارته (ع) قالوا: فلما وصلنا إلى القبر الشريف بعضنا يقرأ وبعضنا يصلي وبعضنا يزور فإذا نحن بأسد مقبل فقرب منا قدر رمح فتباعدنا من القبر فجاء الأسد وجعل يمرغ ذراعيه على القبر وفيها جراح فلم يزل يمرغها ساعة ثم مضى عن القبر ورجع، ومن هذا القبيل لا تعد ولا تحصى، وهذا من البديهيات بان البهائم والسباع عارفة بشؤون آل محمد ومقامهم عند الله ويراعون حقوقهم فيهم بل وفي شيعتهم ومحبيهم كما روي عن ابن الاعرابي أن سفينة مولى رسول الله (ص) قال خرجت غازيا وركبت البحر فكسر المركب وغرق ما فيه وتعلق أنا بلوح واقبل اللوح يرمي به موجة على جبل في البحر فإذا صعدت وظننت إني نجوت جائتني موجة وألقتني في البحر ففعلت بي مرارا حتى جائتني موجة وألقتني على ساحل البحر فحمدت الله على سلامتي وخلاصي من الغرق فبينما انا أمشي إذ أبصر بي أسد فأقبل نحوي يزئر وهم أن يفترسني فرفعت يدي إلى السماء فقلت: اللهم إني عبدك ومولى نبيك نجيتني من الغرق
(٣٣)