أمية كلهم هلكوا ولم يبق لهم خير ولا أثر، ولا يذكرون إلا باللعن والسب والشتم بل ونبش أبو العباس السفاح قبورهم وأحرق كل وجد منهم في القبر كلا أو جزءا وأما عمر بن عبد العزيز لم يزل يذكر بخير لحسن أفعاله ويقال: إنه أحسن إلى ذراري رسول الله، وإنه رفع ومنع السب عن أمير المؤمنين (ع) فمن أجل ذلك اسمه ورسه باق وقبره معلوم بدير سمعان، ويؤتى إليه ويعظمه القريب والبعيد، لكن أين معاوية وأين قبره؟ وأين يزيد ابنه وجروه وأين مروان وإشباههم من الخلفاء الأمويين والعباسيين الذين صنعوا بعترة نبيهم ما صنعوا من القتل والحرق، والسلب والتشريد في البلدان ما لهم فما اعتذارهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأية عين ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال إمامنا السجاد في خطبته بالكوفة الخ: ومن كلام عمر بن عبد العزيز روى ابن خلكان في تاريخه قال عمر بن عبد العزيز: لو كنت من قتلة الحسين وغفر الله لي وأدخلني الجنة لما دخلتها حياء من رسول الله.
المجلس الثامن والأربعون وملك يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز على حسب ما أوصى به سليمان بن عبد الملك يكنى أبا خالد وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.
وفي مروج الذهب: وبويع يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومئة ومدة ولايته أربع سنين وشهرا ويومين، ومات في يوم الخميس لثلاث بقين من شعبان وهو ابن سبع وثلاثين سنة، وكان عمر بن عبد العزيز في عهده يعظمه ويرغبه على الآداب والخيرات، ويوصيه بالعدالة في الرعية والمراقبة لله تعالى في الأمورات، وكان مما أوصى إليه إنه قال له يوما: يا بن عبد الملك إذا أمكنتك القدرة من ظلم العباد فاذكر قدرة الله عليك بما تأتي عليهم فأعلم إنك لا تأتي عليهم أمرا كان زائلا عنهم باقيا عليك، وان الله يأخذ للمظلوم من الظالم، ومهما ظلمت من أحد فلا تظلمن من لا ينتصر عليك إلا بالله ولما مات عمر بن عبد العزيز وجلس يزيد على سرير الملك أخذ في اللهو واللعب والفسق والفجور، وكان همه الشراب والغناء والطرب والمجالسة مع الجواري، وكانت له جارية