طلبه فأتي به قال له أنت قنبر؟ قال نعم. قال مولى علي بن أبي طالب؟ قال: الله مولاي وعلي بن أبي طالب ولي نعمتي قال أبرأ من دينه. قال: فإذا برئت من دينه أتدلني على دين غيره أفضل منه. قال: اني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك؟ قال: قد صيرت ذلك إليك قال: ولم؟ قال لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين (ع) ان ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق. قال: فأمر به فذبح وكان قنبر عبدا لأمير المؤمنين (ع) قتلوه ذبحا ولقد ذبح من كان هو أعز من قنبر وهو ابن أمير المؤمنين وفلذة كبده الحسين (ع) كما قال الرضا (ع): يا بن شبيب ان كنت باكيا لشئ فابك الحسين بن علي فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه ثمانية عشر رجلا من أهل بيته ما لهم في الأرض من شبيه الخ...
المجلس السابع والثلاثون ومن كلام لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة يقول لأصحابه: أما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه: الا وانه سيأمركم بسبي والبراءة مني أما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة وأما البراءة فلا تبرؤا مني فأني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الايمان والهجرة. ببيان رحب البلعوم، البلعوم: بضمتين بينهما سكون مجرى الطعام في الحلق، والجمع بلاعم مندحق البطن واسعها برئ منه كعلم براءة تخلص وسلم، والبراءة هنا الانسلاخ من مذهبه، قال ابن أبي الحديد: وكثير من الناس يذهب إلى أنه عني زيادا وكثير منهم يقول: انه عنى الحجاج، وقال قوم: انه عنى المغيرة بن شعبة والأشبه عندي انه عنى معاوية لأنه كان موصوفا بالنهم وكثرة الاكل؟ وكان بطينا يقعد بطنه إذا جلس على فخذيه وكان معاوية جوادا بالمال والصلاة، وبخيلا على الطعام، وكان معاوية يأكل فيكثر ثم يقول: ارفعوا فوالله ما شبعت ولكن تعبت ومللت، وتظاهرت الاخبار ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا على معاوية لما بعث إليه يستدعيه فوجده يأكل ثم بعث إليه فوجده يأكل فقال: اللهم لا تشبع له بطنا وقال الشاعر:
وصاحب لي بطنه لهاوية * كأن في أمعائه معاوية