وكان بينكما ولد فإنه يكون خطيبا قوالا مفوها، وان جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضى بينكما ولد فإنه يكون معروفا مشهورا عالما، وأن جامعتها في ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون لكما ولد من الابدال إنشاء الله يا علي لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة، يا علي أحفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل (ع).
قوله (ص): يرجى أن يكون لكما ولد من الابدال في المجمع الابدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر، وفي القاموس الابدال قوم يقيم الله بهم الأرض وهم سبعون: أربعون بالشام: وثلاثون بغيرها لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من ساير الناس، وممن انعقدت نطفته ليلة الجمعة سيدنا رسول الله (ص) وولد أيضا ليلة الجمعة وعلي (ع) أيضا انعقدت نطفته ليلة الجمعة وميلاده يوم الجمعة، وشهادته ليلة الجمعة، والحسين (ع) ولد ليلة الجمعة وقبض يوم الجمعة يوم العاشر من المحرم.
المجلس السادس والستون روى الصدوق في الأمالي قال: قال رسول الله (ص): كان من زهد يحيى ابن زكريا (ع) إنه أتى بيت المقدس فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف وإذا هم قد خرقوا تراقيهم وسلكوا في السلاسل وشدوها إلى سواري المسجد، فما نظر إلى ذلك أتى أمه فقال: يا أماه أنسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا من صوف حتى أتى بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار والرهبان فقالت أمه: حتى يأتي نبي الله أوامره في ذلك فلما دخل زكريا (ع) وأخبرته بمقالة يحيى فقال له زكريا: يا بني ما يدعوك إلى هذا وإنما أنت صبي صغير فقال: يا أبة أما رأيت من هو أصغر سنا مني فقد ذاق الموت؟ قال: بلى ثم قال (ع) لامه: انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف ففعلت فتدرع المدرعة على بدنه، ووضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت المدرعة لحمه، فنظر ذات يوم إلى ما قد حل