نفسك فأني إنما خرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة لأني خفت إن تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله يوم القيامة خصمي بين يدي الله عز وجل ثم أخذ شعره بآلة الجصاصين وقال له غيب شخصك وانج بنفسك ولا ترجع إلى أمك قال الغلام: فإن كان هذا فعرف أمي إني قد نجوت وهربت لتطيب نفسها ويقل جزعها وبكائها وإن لم أكن أعود إليها، فهرب الغلام ولا يدري أين يقصد من أرض الله ولا أي بلد يقع، قال ذلك البناء وقد كان الغلام عرفني مكان أمه وأعطاني العلامة فانتهيت إليها في الموضع الذي كان دلني عليه فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء فعلمت إنها أمه فدنوت منها وعرفتها خبر ابنها وأعطيتها شعره فلما بصرت بالشعر صرخت ووقعت مغشيا عليها. هذا البناء خاف أن يكون رسول الله خصمه وما خاف اللعين الحارث أن يكون رسول الله خصمه يوم القيامة لما ظفر اللعين بابني مسلم بن عقيل الخ.
المجلس الخامس والخمسون في بعض الكتب لما أشتد غضب الرشيد جعل يقطع الأيدي من أولاد فاطمة ويسمل في الأعين وبنى في الأسطوانات حتى شردهم في البلدان ومن جملتهم القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر أخذ جانب الشرق لعلمه إن هناك جده أمير المؤمنين جعل يتمشى على شاطئ الفرات وإذا هو ببنتين تلعبان في التراب، أحديهما تقول للأخرى لا وحق الأمير صاحب بيعة يوم الغدير ما كان الامر كذا وكذا، وتعتذر من الأخرى فلما رأى عذوبة منطقها قال لها من: تعنين بهذا الكلام قالت: أعني الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين أبا الحسن والحسين علي بن أبي طالب (ع) قال لها: يا بنية هل لك أن ترشديني إلى رئيس هذا الحي؟ قالت: نعم إن أبي كبيرهم فمشت ومشي القاسم خلفها حتى أتت إلى بيتهم، فبقي القاسم ثلاثة أيام بعز واحترام، فلما كان اليوم الرابع دنى القاسم من الشيخ وقال له: يا شيخ أنا سمعت ممن سمع من رسول الله أن الضيف ثلاثة وما زاد على ذلك يأكل صدقة وأني أكره أن آكل الصدقة وأني أريد أن تختار لي عملا أشتغل فيه لئلا يكون ما آكله صدقة فقال الشيخ: أختر لك عملا فقال له القاسم: اجعلني أسقي الماء في