الطريق قد سدوا أيديهم ووجوههم إلى العباد وأثر الضر والمسكنة ظاهر عليهم فاذكروا قوله تعالى في سورة الروم (ويوم تقوم الساعة يلبس المجرمون) فهذا مقابلة أحوال العيد بأحوال القيامة وفيها عبرة لمن اعتبر وعظة لمن تذكر.
(في أمالي الصدوق) قال الصادق (ع): خطب أمير المؤمنين (ع) بالناس يوم الفطر فقال: أن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون وهو أشبه يوم بيوم قيامتكم فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم، خروجكم من الأجداث إلى ربكم واذكروا وقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم، واذكروا رجوعكم إلى منازلكم مصيركم في الجنة أو النار، واعلموا عباد الله أن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون وإذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون هلموا إلى جوائزكم، قال أمير المؤمنين في بعض الأعياد، إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد وأعظم يوم عصي الله فيه بل ولم يعصى الله بمثل ذلك اليوم أبدا، ومع ذلك أخذوه يوم عيد وسرور يوم أدخلوا رأس الحسين (ع) في دمشق والشام ومعه رؤوس أهل بيته وأصحابه وأدخلوا عياله وصبيانه وهم على أقتاب الجمال بغير وطاء:
كانت مآتم بالعراق نعدها * أموية بالشام من أعيادها وما الدهر والأيام إلا مآتم * وهل ترك العاشور للناس من عيد أيفرح قلب والفواطم حسرا * يقاد بها أسرى على قتب العود المجلس الثامن عن الصادق (ع) إنه ذكر الكوفة وقال: ستخلو الكوفة من المؤمنين ويأزر عنه العلم كما تأزر الحية في حجرها ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها (قم) وتصير معدنا للعلم والفضل فيفيض العلم منه إلى سائر البلدان في المشرق والمغرب فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على وجه الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ولا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال وذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة