ثمانية وأربعين سنة، ودفن بباخمرا على مسافة يومين من الكوفة وبينهما وبين الكوفة ستة عشر فرسخا وفي تلك السنة توفي الحسن المثلث ابن الحسن الزكي في حبس المنصور.
المجلس الرابع والخمسون وممن خرج من بني الحسن وقتل: الحسين بن علي المثلث ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط، وأمه زينب بنت عبد الله بن الحسن المثنى وهو صاحب فخ والحسين كان رجلا جليلا عظيما عالما فاضلا كريما سخيا جم الفضائل عظيم المناقب.
في (مقاتل الطالبيين) قال الحسن بن هذيل: بعت للحسين بن علي صاحب فخ حائطا بأربعين ألف دينار فنشرها على بابه فما دخل إليه أهله منها حبة كان يعطيني منها كفا كفا فأذهب به إلى فقراء أهل المدينة وقال أيضا: الحسن بن هذيل قال لي: الحسين بن علي اقترض لي أربعة آلاف درهم فذهبت إلى صديق لي فأعطاني الفين، وقال لي: إذا كان غدا تعالى حتى أعطيك الفين فخرجت فوضعتها تحت حصير كان يصلي عليه فلما كان من الغداة أخذت الألفين الآخرين ثم جئت لمكان الذي وضعته تحت حصيره فلم أجده فقلت له:
يا بن رسول الله ما فعلت بالألفين قال: لا تسأل عنها فأعذر فقال تبعني رجل أصفر من أهل المدينة فقلت: ألك حاجة؟ فقال: لا ولكني أحب أن أصل جناحك فأعطيته إياه أما إني أحسبني ما أجرت على ذلك لأني لم أجد لها حسنا، وقال الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال إسماعيل بن إبراهيم الواسطي: جاء رجل إلى الحسين فسأله فلم يكن عنده شئ فأقعده وبعث إلى أهل داره وقال: أخرجوا ثيابي ليغسلوها فلما اجتمعت قال للرجل: خذ هذه الأثواب، وعن الحسن بن هذيل قال: كنت أصحب الحسين بن علي صاحب فخ فقدم إلى بغداد فباع ضيعة له بتسعة آلاف دينار فخرجنا ونزلنا سوق أسد فبسط لنا على باب الخان، فأتى رجل معه سلة فيه طعام فقال له: مر الغلام يأخذ مني هذه السلة فقال له: ومن أنت؟ قال: أنا أصنع الطعام الطيب.
فإذا نزل هذه القرية رجل من أهل المودة أهديته إليه قال: يا غلام خذ السلة منه وقال للرجل: عد إلينا لتأخذ سلتك، قال: قم أقبل علينا رجل عليه ثياب رثة، وقال