وجدته يلغ تارة ويكرع أخرى. فقال (ع): اعتبره في المشي مع الماشية فان تأخر عنها فهو كلب، وان تقدم أو توسط فهو شاة. قال: وجدته مرة هكذا. قال (ع): اعتبره في الجلوس فان برك فهو شاة وان أقعى فهو كلب قال: وجدته مرة هكذا ومرة هكذا فقال (ع): اذبحه فإن كان له كرش فهو شاة، وإن كان له أمعاء فهو كلب. فبهت الاعرابي من علم أمير المؤمنين (ع).
وعن الأصبغ بن نباتة قال بينما أمير المؤمنين يخطب وهو يقول سلوني قبل ان تفقدوني فوالله لا تسألوني عن شئ مضى ولا عن شئ يكون إلا نبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال: يا أمير المؤمنين: كم في رأسي ولحيتي من شعرة فقال: اما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله انك ستسألني عنها، وإن على كل طاقة شعر في رأسك ملكا يلعنك، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس يستفزك، وان في بيتك سخلا يقتل الحسين ابني، وآية ذلك مصدق ما أخبرتك به، ولولا أن الذي سألت عنه يعشر برهانه لأخبرتك به، ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون، وكان سخله ابنه عمر بن سعد (لع) وفي ذلك الوقت كان صغيرا، ويدرج بين يديه، وكان الزمان قد أمهله ورباه حتى ظهر ما أخبر به الصادق المصدق وهو أول من خرج إلى قتال الحسين (ع) الخ.
المجلس الثلاثون (فحملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وزعم بعض أهل التحقيق نقلا عن أبي علي سينا وغيره إن أقل مدة الحمل بحسب نص القرآن وبحسب التجارب الطبية ستة أشهر، لأنه لما كان مجموع مدة الحمل والرضاع ثلاثون شهرا كما في قوله تعالى:
وحمله الخ. وقال عز شأنه: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فإذا أسقطت الحولين الكاملين وهي أربع وعشرون شهرا من الثلاثين بقي أقل مدة الحمل ستة أشهر واما التجارب فقال قال جالينوس: اني كنت شديد التفحص عن مقادير أزمنة الحمل فرأيت امرأة ولدت في المائة والأربع والثمانين ليلة، وهي ستة أشهر وأربعة أيام.