وبين القائم بريد كلمهم، ويسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه، وارتفع الجور في أيامه، وآمنت به السبل حتى تمشي المرأة ما بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على الثبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه، وأخرجت الأرض بركانها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الاسلام واعترفوا بالايمان (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) يعني لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله فيحكم بعلمه، ويقتل الشيخ الزاني ويقاتل مانع الزكاة، ويورث الأخ أخاه في الأظلة، وحكم في الناس بحكم داود، ولم يبق على وجه الأرض مسجد له شرف إلا هدمها، ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة إلا أزالها، ولا سنة إلا أقامها، ويفتح القسطنطينية والصين وجبال الديلم، وأشرقت الأرض بنوره فأستغني العباد عن ضوء الشمس فذهبت الظلمة، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له الف ذكر لا يولد فيهم أنثى، وتظهر الأرض كنوزها حتى يراه الناس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ زكاته لا يجد أحدا يقبل منه ذلك استغناء من الناس بما رزقهم الله من فضله، وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه ويقول: يا ويلاه من هذا اليوم فيؤخذ بناصيته، ويضرب عنقه فذلك يوم الوقت المعلوم قال الباقر (ع): يصلي القائم (ع) بين الركن والمقام فينصرف ومعه وزيره فيقول: يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا من يحاجنا في الله فإنا أولى بالله، ومن يحاجنا في آدم فإنا أولى الناس بآدم إلى أن يقول: أيها الناس إنا قد ظلمنا وطردنا، وبغي علينا وأخرجنا من ديارنا وأموالنا، وأهالينا، وقهرنا إنا نستنصر الله اليوم كل مسلم.
المجلس الثامن والخمسون روى الصدوق في الأمالي عن علي بن الحسين قال: خرج رسول الله (ص) وصلى الفجر ثم قال: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلو باللات ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة؟ قال: فأحجم الناس وما تكلم أحد فقال: ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنه وعك هذه الليلة ولم يخرج يصلي