وفي منهج المقال مر ميثم على فرس له فاستقبله حبيب بن مظاهر الأسدي على فرس له عند مجلس بني أسد فتحادثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما ثم قال حبيب. فكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق، قد صلب في حب أهل بيت نبيه، ويبقر بطنه على الخشبة فقال ميثم. وإني لأعرف رجلا احمر له ظفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيه فيقتل، ويجال برأسه في أزقة الكوفة. ثم افترقا فقال أهل المجلس. ما رأينا اكذب من هذين. قال فلم يفترق أهل المجلس حتى اقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا. افترقا وسمعناهما يقولان كذا. فقال رشيد الهجري. رحم الله ميثما نسي ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مئة درهم ثم ادبر. فقال القوم. هذا والله أكذبهم. فقال القوم. والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأينا ميثما مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين ورأينا كل ما قالوا..
المجلس الرابع والثلاثون ومن حواري أمير المؤمنين عمرو بن حمق الخزاعي، هاجر إلى النبي (ص) بعد الحديبية، وصحب النبي (ص) وحفظ عنه أحاديث، وإنه سقى النبي (ص) فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم له وقال: اللهم متعه بشبابه فمرت عليه ثمانون سنة لا يرى في لحيته شعرة بيضاء وصار بعد ذلك من شيعة علي (ع) وانه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (ع) وشهد معه مشاهده كلها بجمل وصفين والنهروان، وانه كان من أمير المؤمنين (ع) بمنزلة سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي نفس المهموم عن الاختصاص لما جاء عمرو بن الحمق الكوفة إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطنيها، ولا لالتماس سلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعظم سهما للاسلام من المهاجرين والأنصار والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي أبدا حتى يأتي علي يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك وأقري به وليك، ويعلى به كعبك، ويفلح به حجتك