رسول الله قال: ألحقني بصاحبي قال: يا علي أخرجه وأضرب عنقه فأخرجه وقام أمير المؤمنين (ع) ليضرب عنقه فهبط جبرئيل على النبي (ص) وقال: يا محمد إن ربك يقرأك السلام ويقول: لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه، فقال النبي (ص): يا علي إمسك فإنه هذا رسول ربي عز وجل يخبرني إنه حسن الخلق وسخي في قومه، فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال: نعم قال والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط ولا قطبت وجهي في الحرب وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله (ص) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هذا ممن جره حسن خلقه وسخائه إلى جنات النعيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين.
ويظهر من هذا الخبر إن من أتصف بالسخاء وحسن الخلق فهو مكرم عند الله ولا سيما إذا أنظم إليهما ما سواهما من الأخلاق الحسنة فهناك يكون أكرم الخلق وأعزهم عليه فيا لله عليكم أفمن كان أكرم للخلق وأعزهم على الله وأجمع الناس لخصال الخير وأسخى البرية من الإنس والجن، أفهل يجوز أن يقتل ويذبح عطشانا، ويجرد ويسلب عريانا، ويرض ويداس عدوانا، ويقطع كفيه شيطان؟ إلا لعنة الله على الظالمين.
المجلس التاسع والخمسون روى الصدوق في الأمالي قال الراوي: وجدت في بعض كتب الله عز وجل إن ذي القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه فبينما هو يسير، وجنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى أنصرف من صلاته فقال له ذو القرنين: كيف لم يرعك ما حضر من جنودي؟ قال: كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك، وأعز سلطانا وأشد قوة، ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله. فقال له ذو القرنين:
هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي وأستعين بك على بعض أمري؟ قال: نعم أن ضمنت لي أربع خصال نعيما لا يزول، وصحة لا سقم فيها، وشبابا لا هرم فيه وحياة لا موت فيها. فقال له ذو القرنين: وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال؟ فقال الشيخ: فأني مع من يقدر عليها ويملكها وإياك ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين: