المجلس الرابع والعشرون في الناسخ والبحار حج الحسين (ع) في العام السابع والخمسين من الهجرة ومعه عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، وجماعة من بني هاشم، وشيعته ومواليه، فخطب يوما بمني وقد حضر أكثر من ألف من الصحابة والتابعين فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال اما بعد فان هذا الطاغية يعني معاوية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإني أريد ان أسألكم عن أشياء فان صدقت فصدقوني، وان كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من آمنتموه، ووثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون، فاني أخاف ان يندرس هذا الحق ويذهب (والله متم نوره ولو كره الكافرون) أنشدكم الله أتعلمون ان علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله حين آخى بين أصحابه فآخى بينه وبين نفسه وقال: أنت أخي وانا أخوك في الدنيا والآخرة؟ قالوا اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله اشترى مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنا فيه عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه، ثم نهى الناس ان يناموا في المسجد غير أبي، وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله، فولد رسول الله فيه أولاده؟ قالوا: اللهم. نعم. قال: أفتعلمون ان عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه ثم خطب فقال: ان الله امرني ان ابني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه؟ قالوا:
اللهم نعم قال: أنشدكم الله أتعلمون ان رسول الله (ص) نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال فليبلغ الشاهد الغائب؟ قالوا اللهم نعم. قال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله لما دعى الأسقف من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به وبصاحبته وابنيه؟ قالوا اللهم نعم. قال:
أنشدكم الله أتعلمون إنه دفع إليه اللواء في يوم خيبر ثم قال: لأدفعنه إلى رجل يحبه الله