بتلك المصيبة، وقتل يحيى وله من العمر ثمانية عشر سنة وكانت أمه تندبه ليلا ونهارا وقتل علي الأكبر وهو ابن ثمانية عشر سنة وأمه تندبه ليلا ونهارا.
كم غدرة لكم في الدين واضحة * وكم دم لرسول الله عندكم المجلس الحادي والخمسون قال الله تبارك وتعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كما آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) والسبب في نزول هذه الآية الشريفة كما في (مجمع البيان) عن بريدة قال: بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي ابن أبي طالب (ع) فقال بماذا تتفاخران؟ فقال العباس لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد وهو سقاية الحاج وقال شيبة: أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد وهو عمارة المسجد الحرام فقال علي (ع) استحييت لكما فقد أوتيت في صغري ما لم تؤتيا فقالا: وما ذاك وما أوتيت يا علي؟ قال ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أما ترى إلى ما استقبلني به علي (ع) فقال النبي (ص): ادعوا عليا فدعي له قال. وما حملك على ما استقبلت به عمك فقال يا رسول الله صدعته بالحق فإن شاء فليغضب، وان شاء فليرض، فنزل جبرئيل وقال يا محمد: إن ربك يقرأك السلام ويقول: أتل عليهم (أجعلتم سقاية الحاج) وتقديره أجعلتم سقاية الحاج وأهل عمارة المسجد حتى تكون مقابلة الشخص بالشخص أو تقديره أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كايمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله فإنه لا مساواة بين الامرين عند الله في الفضل والثواب، وللبرسي:
أهل النهي عجزوا عن وصف حيدرة * والعارفون بمعنى حبه تاهوا إن أدعه بشرا، فالعقل يمنعني * وأختشي الله في قولي هو الله وقال الخليعي:
سارت بأنوار علمك السير * وحدثت عن جلالك السور والواصفون المحدثون غلوا * وبالغوا في علاك واعتذروا