بارد الشراب حتى أنظر إلى منزلتي منك، وأقبلت أمه، فلما رأته أم يحيى دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي ناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل فأنطلق معها حتى أتى المنزل فقالت له أم يحيى: هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف فإنه الين ففعل وطبخ له عدس فأكل واستوفي فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته فنودي في منامه يا يحيى بن زكريا أردت دار خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري فأستيقظ فقام فقال: يا رب أقلني عثرتي إلهي فبعزتك لا استظل بظل سوى بيت المقدس وقال لامه: ناوليني مدرعة الشعر فقد علمت انكما ستورداني المهالك فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا: يا أم يحيى دعيه فان ولدي قد كشف له عن قناع قلبه ولن ينتفع بالعيش، فقام يحيى فلبس مدرعته ووضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى كان من أمره ما كان يعني قضى نحبه شهيدا قتيلا مظلوما.
وكان يحيى شبيها بالحسين (ع) كما ورد في الخبر قال الصادق (ع): زوروا الحسين (ع) ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة وشبيه بيحيى بن زكريا، وليهما بكت السماء والأرض ولما زار الحسين (ع) جابر بن عبد الله الأنصاري قال: أشهد إنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا (ع).
المجلس السابع والستون في الأمالي دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باكيا فسلم فرد عليه ثم قال:
ما يبكيك يا معاذ فقال: يا رسول الله إن بالباب شابا طري الجسد، نقي اللون، حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك فقال النبي (ص):
ادخل على الشاب يا معاذ فأدخله عليه فسم على فرد (ص) ثم قال: ما يبكيك يا شاب قال كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا فقال رسول الله (ص): هل أشركت