المجلس الواحد والستون روى الصدوق في الأمالي عن الأصبغ بن نباتة قال: لما جلس علي (ع) في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابسا بردة رسول الله متنعلا نعل رسول الله، متقلدا سيف رسول الله فصعد المنبر فجلس عليه متكئا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله زقا، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول: صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما أنزل فيه ولولا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وهي هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ثم قال (ع) سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار مكيها ومدنيها، وسفريها وحضريها، وناسخها ومنسوخها، محكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها، لأخبرتكم فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكا ذرب اللسان بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ فقال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره. قال: فكيف رأيته صفه لنا؟ قال: ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بقيام قيام انتصاب، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظيم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظة، رؤوف بالرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا ببصر، قائل لا بلفظ، هو في الأشياء لا علي ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، إمام كل شئ، ولا يقال له إمام
(١٨٨)