ويستغفرون لمسيئهم، ويصلون أرحامهم، ويؤدون أمانتهم، ويصدقون ولا يكذبون فأصلح الله لهم بذلك أمرهم، فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض، وكان له خمسمائة عام.
وعن الأصبغ بن نباتة قال: قام ابن الكوا إلى علي (ع) وهو على المنبر فقال يا أمير المؤمنين: أخبرني عن ذي القرنين نبيا كان أم ملكا؟ وأخبرني عن قرنيه من ذهب كان أم من فضة؟ فقال (ع) له: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولم يكن قرناه من ذهب ولا من فضة ولكنه كان عبدا أحب الله وأحبه الله، ونصح لله فنصحه الله وإنما سمي ذي القرنين لأنه دعا قومه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الاخر، وفيكم مثله يعني به نفسه، ويؤيده ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا علي أنت أمتي وأنت هاديها، وأنت صاحب حوضي، وأنت ساقيه، وأنت يا علي ذو قرنيها يحتمل وجهين: الأول إنه عمر فيهم قرنين: والثاني إنه ضرب على رأسه الشريف مرتين مرة في الأحزاب يوم الخندق بضربة عمرو بن عبد ود والأخرى صبيحة ليلة التاسع من شهر رمضان:
والمرتضى أردوه في محرابه * بيمين أشقى العالمين وألعن المجلس الستون روى الصدوق (ره) في الأمالي بأسانيد معتبرة قال الراوي: حملت متاعا من البصرة إلى مصر فقدمتها فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بشيخ طويل شديد الأدمة أصلع أبيض الرأس واللحية، عليه طمران: أحدهما أبيض، والاخر أسود فقلت: من هذا؟
قالوا: هذا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذت أواحي وأتيته فسلمت عليه ثم قلت له:
السلام عليك أيها الشيخ فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قلت. رحمك الله حدثني بما سمعت من رسول الله (ص) قال: وما يدريك من أنا؟ فقلت: أنت بلال مؤذن رسول الله (ص) قال: فبكى وبكيت حتى أجتمع الناس علينا ونحن نبكي قال ثم قال لي: يا غلام من أي البلاد أنت؟ قلت: من أهل العراق فقال لي: بخ بخ فمكث ساعة ثم قال: أكتب يا أخا أهل العراق بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله (ص)