ولقد حكى الصديق يوسف إذ ثوى * للسجن محبوسا ببضع سنين لكنما شتان بينهما فذا * قد عاش أزمانا عقيب سجون وهو العزيز بمصره في رفعة * وقرير طرف بالهنا مقرون وغريب بغداد ثوى في سجنه * ناء الديار يحل دار الهون المجلس العاشر قال الله تعالى: (الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) من الله تعالى على عباده بخلق المراكب لهم ليحملوا عليها أحمالهم وأثقالهم وتكون لهم زينة في دنياهم، وهي الخيل والبغال والحمير. الخيل جماعة من الأفراس لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط، وقيل واحده خائل وهي مؤنثة والجمع الخيولة، وقدم الخيل بالذكر على قسيميها لشرفها عليها ومزيتها عليها زينة وما ورد من الاخبار في مدحها وحسن صفاتها قال رسول الله (ص): الخير معقود بنواصي الخيل قاله لزيد الخيل زيد بن مهلهل من قبيلة طي أسلم على يديه سنة تسع هو وقبيلته، وكان يسمى زيد الخيل قبلا لكثيرة حبه للخيل أو أضيف إليه لشجاعته وفروسيته، وكان رجلا طويلا إذا ركب الخيل خطت رجلاه الأرض وكان كثير الخيل، ولما أسلم قال (ص): ما أسمك قال زيد الخيل فقال صلى الله عليه وآله أنا أسميك زيد الخير ولم أغير معنى اسمك الخير كله في نواصي الخيل، وخلق الله الخيل من ريح الجنوب كما قال أمير المؤمنين (ع): أوحى الله تعالى إلى ريح الجنوب اني اخلق منك خلقا اجعله عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وجمالا لأهل طاعتي فقالت الريح: اخلق يا رب منها قبضة فخلق فرسا ثم أوحى الله إليه جعلت الخير معقودا بناصيتك وأيدتك على غيرك من الدواب وأعطفت عليك صاحبك، وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب ولما خلق واستوت قوائمه على الأرض صهل فقال الله عز وجل أذل بصهيلك المشركين واملاء منه آذانهم وأرعب به قلوبهم وأذل به أعناقهم ولنعم ما قال الشاعر:
أحبوا الخيل واصطبروا عليها * فإن العز فيها والجمالا