المجلس الخامس والثلاثون قال ابن الأثير في كامل التواريخ قال الحسن البصري: أربع خصال في معاوية لو لم نكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة، إنتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الامر منهم من غير مشورة، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا، وقد قال رسول الله (ص): الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتل حجر بن عدي وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر وأصحابه وكان حجر من كبار أصحاب أمير المؤمنين (ع)، وكان من الابدال ويعرف بحجر الخير، وكان معروفا بالزهد والعبادة.
وحكي أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكان يجاب الدعوة، وكان أهل الكوفة يقولون: أول ذل دخل الكوفة قتل حجر ودعوة زياد للبراءة من علي (ع) وقتل الحسين (ع)، ووقع قتل حجر في سنة إحدى وخمسين من الهجرة بسعاية زياد إلى معاوية وكيفيته على ما أخرجناه خاليا عن الإطالة والحشو والزوائد أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة كان يقوم على المنبر فيذم أمير المؤمنين (ع) وشيعته وينال منهم ويلعن قتلة عثمان ويستغفر لعثمان ويزكيه فيقوم حجر بن عدي فيقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم، وإني أشهد من تذمون أحق بالفضل ممن تطرءون، ومن تزكون أحق بالذم ممن تعيبون. فيقول له المغيرة: يا حجر ويحك اكفف عن هذا واتق غضبة السلطان وسطوته فإنها كثيرا ما يقتل مثلك. ثم يكف عنه فلم يزل كذلك إلى أن خطب المغيرة يوما على المنبر، وكان آخر أيامه فنال من علي (ع) ولعنه ولعن شيعته فوثب حجر وفغر فغرة أسمع كل من في المسجد وخارجه، فقال: إنك لا تدري أيها الانسان بمن تولع، وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين، وتقريظ المجرمين ثم أهلك المغيرة، وذلك في سنة خمسين فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أبيه فدخلها ووجه إلى حجر فجاؤه وكان له قبل ذلك صديقا فقال: قد بلغني ما كنت تفعله بالمغيرة فيحتمله منك، واني والله لا احتملك على مثل ذلك أبدا أرأيت ما كنت تعرفني