يهوديا وقد أسلم بعثه إلى قبر الحسين مع جماعة من اليهود وأمر بكرب قبره واخراب كل ما حوله فمضى لذلك وخرب ما حوله وهدم البناء وما كرب ما حوله نحو مائي جريب حتى صار كالخندق، وخلعوا الصندوق الذي كان حوالي القبر وأحرق بني أمية قتلى الحسين وأحرقوا خيامه، وبنو العباس نبشوا قبره وأحرقوا ضريحه:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أمية بمثله * هذا لعمري قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما قال الشاعر:
ليس الرشيد رشيدا في سياسته * كلا وليس ابنه المأمون مأمونا هذا الموسى وهذا للرضا وبنو * العباس للآل ما انفكوا يكيدونا قتلا وحبسا وتشريدا وغائلة * سما وسبا بلا ذنب وتهجينا المجلس الثاني والخمسون لما بنى المنصور الأبنية في بغداد جعل يطلب العلويين طلبا شديدا ويجعل من ظفر منهم في الأسطوانة المبنية من الجص والاجر، وكان اللعين من أعظم الناس سطوة وأشدهم هيبة لا يقاس بأحد.
قال في الكشكول للبهائي: إن أبا أيوب المرزباني كان وزير المنصور، وكان إذا دخل على المنصور يصفر لونه ويرعد، فإذا خرج يرجه له لونه فقيل له إنا نراك مع كثرة دخولك على أمير المؤمنين وأنسه بك متغير إذا دخلت عليه فقال: مثلي ومثلكم مثل بازي وديك تناظرا فقال البازي للديك: ما أعرف أقل منك وفاء لأصحابك قال: وكيف؟
قال: تؤخذ بيضة فيضنك أهلك، وتخرج على أيديهم فيطعمونك بأيديهم حتى إذا كبرت صرت لا يدنو منك أحد إلا طرت من هنا إلى هنا وصحت، وان علوت على حائط دار كنت فيها سنين طرت منها وصرت إلى غيرها، واما أنا فأؤخذ من الجبال وقد كبر سني فتخاط عيني وأطعم الشئ اليسير وأساهر فأمنع من النوم، وأنسى اليوم واليومين ثم