علي (ع) فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة فقال جبرئيل: يا محمد اشتاقت الملائكة ان ينظروا إلى صورة علي (ع) فقالوا: ربنا ان بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة وعشيا بالنظر إلى علي بن أبي طالب حبيب حبيبك محمد (ص) وخليفته ووصيه وأمينه فمتعنا بصورته بقدر ما تمتع أهل الدنيا فصور لهم صورته من نور قدسه عز وجل فعلي بين أيديهم ليلا ونهارا يزورونه، وينظرون إليه غدوة وعشيا قال الأعمش: سمعت جعفر ابن محمد (ص) يقول: فلما ضربه ابن ملجم (لع) على رأسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء، فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشيا ويلعنون قاتله ابن ملجم، فلما قتل الحسين بن علي هبطت الملائكة وحملته حتى أوقفته مع صورة علي في السماء الخامسة فكلما هبطت الملائكة من السماوات العلا وصعدت ملائكة سماء الدنيا وما فوقها إلى السماء الخامسة لزيارة صورة علي والنظر إليه نظروا إلى الحسين متشحطا بدمه لعنوا يزيد وابن زياد وقاتلي الحسين ابن علي إلى يوم القيامة.
المجلس الرابع والستون في البحار عن الزهري قال: كنت عند علي بن الحسين (ع) فجائه رجل من أصحابه فقال له علي بن الحسين (ع): ما خبرك أيها الرجل: فقال الرجل: خبري يا بن رسول الله إني أصبحت وعلي أربع مائة دينار دين لا قضاء عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به قال: فبكى علي بن الحسين (ع) بكاء شديدا فقلت له: ما يبكيك؟ يا بن رسول الله؟ فقال: وهل يعد البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار قالوا: كذلك يا بن رسول الله قال: فأية محنة ومصيبة أعظم على حر مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها قال. فتفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المخالفين وهو يطعن على علي بن الحسين. عجبا لهؤلاء يدعون مرة إن السماء والأرض وكل شئ يطيعهم وأن الله لا يردهم عن شئ من طلباتهم، ثم يعترفون أخرى بالعجز عن اصلاح خواص إخوانهم فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن الحسين (ع) فقال له يا بن رسول الله بلغني عن فلان كذا وكذا وكان ذلك أغلظ علي من