نكذبه اقطعوا يديه ورجليه واخرجوه. فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو يقول: أيها الناس سلوني فان للقوم عندي طلبة لما يقضوها فدخل رجل على ابن زياد فقال: ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظائم ثم قال: ردوه وقد انتهى إلى بابه فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه. قلت: الزرنوق بضم الزاء وسكون الراء المهملة تثنيته الزرنوقان وهما منارتان تبنيان على جانبي النهر ويظهر من كلام شيخنا المفيد قدس سره ان زيادا لعنه الله قتل رشيد الهجري ونحن نذكر الخبر بعينه.
روى شيخنا المفيد عن زياد ابن النصر الحارثي قال: كنت عند زياد إذ أتي برشيد الهجري فقال له زياد: ما قال لك صاحبك يعني عليا إنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني، فقال زياد: اما والله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال زياد: والله ما نجد له شيئا شرا مما قال له صاحبه اقطعوا يديه ورجليه واصلبوه فقال رشيد: هيهات قد بقي لي عندكم شئ اخبرني به أمير المؤمنين (ع) فقال زياد:
اقطعوا لسانه: فقال رشيد الان والله جاء تصديق خبر أمير المؤمنين (ع) قال في نفس المهموم: ومن السوانح العظيمة الواقعة في أوان قتل مسلم بن عقيل، قتل ميثم التمار ورشيد الهجري. في البحار كان قتل ميثم (ره) قبل قدوم الحسين بن علي للعراق بعشرة أيام. وفي التاسع من البحار وممن قتل من أصحاب أمير المؤمنين كميل بن زياد النخعي (ره) قتله الحجاج لما ولي الحجاج طلب كميل بن زياد فهرب منه فحرم قوم عطاءهم فلما رأى كميل ذلك قال: انا شيخ كبير وقد نفذ عمري، ولا ينبغي ان أحرم قومي عطاءهم فخرج فدفع بيده إلى الحجاج فلما رآه قال له: لقد كنت أحب ان أجد عليك سبيلا فقال له كميل: لا تصرف علي أنيابك ولا تهدم علي فوالله ما بقي من عمري إلا مثل كواهل الغبار فاقض ما أنت قاض فان الموعد لله، وبعد القتل الحساب، لقد أخبرني أمير المؤمنين (ع) انك قاتلي فقال له الحجاج: الحجة عليك إذا فقال له: ذاك إذا كان القضاء إليك؟ قال: بلى قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان أضربوا عنقه فضرب عنقه.
وأيضا قال في التاسع: روى عامة أصحاب السير من طرق مختلفة ان الحجاج بن يوسف الثقفي قال: ذات يوم أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه فبعث في