المجلس الثالث والأربعون في اللهوف والبحار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه سيرد علي في يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: الأولى راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائكة فتقف علي فأقول لهم: من أنتم فينسون ذكري ويقولون نحن أهل التوحيد من العرب فأقول لهم أنا أحمد نبي العرب والعجم فيقولون: نحن من أمتك فأقول: كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي وعترتي وكتاب ربي فيقولون: أما الكتاب فضيعناه وأما العترة فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض فلما أسمع منهم ذلك أعرض عنهم وجهي فيصدر دون عطاشا مسودة وجوههم ما لهم خذلهم الله ضيعوا الكتاب وخالفوا الحق، وعطلوا السنن وعاندوا العترة، وآذوهم وسفكوا دمائهم كل ذلك حرصا على الدنيا، وحبا منهم للرياسة والسلطنة كخلفاء بني أمية وبني العباس وغيرهم حتى من كان قريبا من رسول الله بالقرابة القريبة، منهم عبد الله بن الزبير بن عمة رسول الله وهي صفية بنت عبد المطلب خرج يطلب الخلافة ويدعو الناس إلى مبايعته وذلك في زمان يزيد بن معاوية (لع) وبعد شهادة الحسين عليه السلام بسنة وبعث إليه يزيد مرتين بجيش عظيم فلم يقدروا عليه حتى هلك يزيد وجلس ابنه معاوية بن يزيد على سرير الملك، ومات بعد أربعين يوما فعند ذلك أشتد أمر ابن الزبير واستقام له الامر وبعث عماله إلى نواحي البلاد لاخذ البيعة له منهم أخوة مصعب بن الزبير وله ثلاث أخوة عمرو بن الزبير كان مخالفا لأخيه في الرأي حتى تقلد أمر الجيش من قبل بني أمية وخرج لمحاربة أخيه إلى مكة ووقع بينهم حروب عظيمة حتى انكسر جيشه وفر جمعه وظفر به أخوه عبد الله بن الزبير فأمر به عبد الله نزعوا أثوابه على باب مسجد الحرام وجلده حتى مات وكان مصعب موافقا له في الرأي وهو صاحب حسن وجمال وهيبة وكمال وفيه يقول الشاعر:
إنما مصعب شهاب من الله * تجلت عن وجهه الظلماء وله أربعة أزواج: منها سكينة بنت الحسين (ع) فبعثه إلى العراق فنزل البصرة أولا