فقال يزيد بن أسد البجلي: أرى أن تفرقهم في قرى الشام فتكفيهم طواغيتها فجاء رسول معاوية إلى حجر وأمر بتخلية ستة منهم بشفاعة بعض رؤساء الشام وبقي في السجن ثمانية وكانوا في تلك الليلة ينظرون إلى حجر وأصحابه، فلما أصبحوا قال لهم أصحاب معاوية: يا هؤلاء قد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة، وأحسنتم الدعاء، فأخبرونا ما قولكم في عثمان؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق.
فقالوا: أمير المؤمنين كان اعرف بكم وانا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له فان فعلتم هذا تركناكم، وان أبيتم قتلناكم وأمير المؤمنين يزعم أن دماءكم قد حلت بشهادة أهل مصركم عليكم غير أنه عفى عن ذلك فابرؤا من هذا الرجل يخل سبيلكم قالوا لسنا فاعلين. فأمروا بقيودهم فحلت، وأتى بأكفانهم واخذوا يقتلونهم قال لهم حجر بن عدي دعوني أصلي ركعتين فاني والله ما توضأت قط إلا صليت قالوا له: صلي فصلى ثم انصرف فقال: والله ما صليت صلاة اقصر منها، ولولا يروا أن ما بي جزع من الموت لأطلت فيها ولأحببت أن استكثر منها. فمشى إليه لعين بالسيف فأرعدت فرائصه فقال: كلا زعمت أنك لا تجزع من الموت فانا ندعك فابرء من صاحبك. فقال:
ما لي لا اجزع وانا أرى قبرا محفورا، وكفنا مشهورا، واني والله ان جزعت لا أقول ما يسخط الرب. ثم قال لمن حضره من قومه: لا تطلقوا عني حديدا، ولا تغسلوا عني دما، فاني لاق معاوية غدا على الجادة، وفي نفس الهموم للفاضل المعاصر الشيخ عباس القمي دامت تأييداته نقل عن كتاب الفرق للشيخ أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي قال في تاريخ وفاة الإمام موسى بن جعفر (ع) ويقال في رواية أخرى: انه رأى الإمام موسى ابن جعفر (ع) دفن بقيوده وانه أوصى بذلك.
ثم اقبلوا يقتلون أصحابه واحدا بعد واحد حتى قتلوا ستة، وبقي منهم رجلان:
عبد الرحمن بن حسان العنزي، وكريم بن عفيف الخثعمي قالا: ابعثوا بنا إلى معاوية فانا نكلمه على ما يريد فنحن نقول في هذا الرجل مقالته فبعثوا بهما إلى معاوية فلما دخلا عليه قال له الخثعمي: الله الله يا معاوية انك منقول من هذا الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة ومسؤول عما أردت بسفك دمائنا فقال معاوية: ما تقول في علي؟ فاجابه بجواب وقام شمر بن عبد الله الخثعمي فاستوهبه فوهبه على أن يحبسه شهرا ثم لا يدخل الكوفة ما دام معاوية سلطان، ثم اقبل عبد الرحمن بن حسان فقال له: يا أخا ربيعة ما تقول