انتهى أقول: معايبه كثيرة منها: أنه كان كبير الاست كثير الحدث قال رجل لمعاوية ما أشبه استك باست أمك؟ قال: ذلك الذي أولجها بيت أبي سفيان.
قال ابن أبي الحديد: روى شيخنا أبو عبد الله البصري المتكلم عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: أتينا مسجد رسول الله والناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فقلت: ما هذا؟ قالوا: معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان وخرجا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله التابع والمتبوع، رب يوم لامتي من معاوية ذي الأستاه قالوا: يعني كبير العجز.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية: لتتخذن يا معاوية البدعة سنة، والقبيح حسنا أكلك كثير وظلمك عظيم، وفي كامل البهائي أن معاوية كان يخطب. على المنبر يوم الجمعة فأحدث واسمع فعجب الناس منه ومن وقاحته فقطع الخطبة، وقال: الحمد لله الذي خلق أبداننا وجعل فيها رياحا وجعل خروجها للنفس راحة، فربما انفلتت في غير وقتها فلا جناح على من جاء منه ذلك والسلام فقام صعصة وقال: ان الله خلق أبداننا وجعل فيها رياحا وجعل خروجها للنفس راحة، ولكن جعل ارسالها في الكنيف راحة وعلى المنبر بدعة وقباحة، ثم قال: قوموا يا أهل الشام فقد أحدث أميركم فلا صلاة له ولا لكم ثم توجه نحو المدينة. قوله (ع) الا وانه سيأمركم بسبي قال ابن أبي الحديد: فنقول ان معاوية أمر الناس بالعراق والشام وغيرهما بسب علي (ع) والبراءة منه، وخطب بذلك على منابر الاسلام وصار ذلك سنة في أيام بني أمية (لع) إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأزاله، وقال قال الواقدي: ان معاوية لما عاد من العراق إلى الشام بعد بيعة الحسن واجتماع الناس عليه خطب وقال: أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي: انك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الابدال، وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب فلعنوه قال: وذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ ان معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة اللهم ان أبا تراب الحد في دينك وصد عن سبيلك فألعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما وكتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر إلى خلافة عمر بن عبد العزيز قال إن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية يا أمير المؤمنين انك قد بلغت أملك فلو كففت عن لعن هذا الرجل فقال لا والله حتى يربوا عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ولا يذكر له فضلا.