في علي؟ قال: أشهد انه من الذاكرين الله كثيرا، والامرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والعافين عن الناس، قال فما تقول في عثمان؟ قال: أول من فتح أبواب الظلم وارتج أبواب الحق قال: قتلت نفسك قال: بل إياك قتلت فغضب معاوية من قوله وبعث به إلى زياد، وقال إن هذا شر من بعثت به فعاقبه بالعقوبة التي هو أهلها واقتله شر قتلة فلما قدموا به على زياد أمر اللعين بان ادفنوه حيا، وندم معاوية بعد قتله أي (حجر بن عدي) وجعل يقول عند موته: يوم لي من ابن الأدبر طويل. أراد بابن الأدبر حجرا فإنه ابن عدي الأدبر، وإنما سمي الابر لأنه ضرب بالسيف على أليتيه وسمي الأدبر، وفي كتاب مولانا الحسين (ع) إلى معاوية: الست قاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة. وحكي ان الربيع بن زياد الحارثي كان واليا على خراسان فلما سمع قتل حجر وأصحابه تمنى موته ورفع يديه إلى الله وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك عاجلا فمات بعده نعم في الخبر المؤمن كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو اشتكت الأعضاء كلها. المؤمن لا يرضى بان يرى أخاه المؤمن في نكبة أو مصيبة. وهو لا يقدر أن يدفع عنه ولذا يطلب الموت من الله وهو أهون عليه من ذلك. هذا العبد الصالح يتمنى الموت في قتل حجر بن عدي وأمير المؤمنين (ع) يتمنى الموت في فقد عمار يوم صفين حين جلس عنده واخذ رأسه وتركه في حجره وعمار يجود بنفسه فلما رأى علي (ع) أنه قد فارقت روحه الدنيا بكى وأنشأ يقول:
الا أيها الموت الذي هو قاصدي * أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيرا بالذين أحبهم * كأنك تنحو نحوهم بدليل نعم فقد الأحبة أصعب وأمر من الموت في مذاق الانسان الكامل وعند الأحباب والأصدقاء والأخلاء ولا سيما إذا كان الفراق والتفرقة بينهما بالموت فليس شئ أمر منه كما قال الشاعر:
يقولون إن الموت صعب على الفتى * مفارقة الأحباب والله أصعب إذا فما حال الحسين (ع) يوم فقد اثنين وسبعين من أحبته وثمانية عشر رجلا من أهل بيته وأفلاذ كبده بعدما كانوا معه قبل ساعة: