وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما لقد أمسى بمردف شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما ولم يزل على هذه العقيدة حتى بصره الصادق وذلك أن في مجلس الصادق (ع) ذكر السيد إسماعيل الحميري فقال (ع): السيد كافر فبلغه ذلك فجاء عنده وقال: انا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي لعدوكم قال (ع): وما ينفعك وانه كافر بحجة الدهر وحجة الزمان ثم أدخله بيده وادخله بيتا فإذا البيت قبر فصلى ركعتين ثم ضرب بيده القبر فانشق وخرج شخص ينفض التراب عن رأسه ولحيته فقال له الصادق: من أنت قال: انا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية.
قال: فمن قال: جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان فتاب السيد من ساعته على يد الإمام (ع): وسأله الدعاء وأنشأ الأبيات التي ذكرها آنفا، وكان يقول: قد ضللت زمانا ولكن من الله علي بالصادق جعفر بن محمد (ع) فأنقذني من النار وهداني إلى سواء الصراط فسألته عن الغيبة وصحة كونها وبمن يقع؟ فقال (ع) ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض، وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يخرج ويملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، قال السيد: فلما سمعت ذلك من الصادق (ع) تبت إلى الله تعالى على يده وقلت: قصيدة منها هذه الأبيات:
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت ان الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت دينا * به ونهاني سيد الناس جعفر فقلت فهبني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر فأتى إلى الرحمن من ذاك تائب * وأني قد أسلمت والله أكبر ولست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أخفي وأظهر وكان السيد من محبي أهل البيت، ومن خواص شيعتهم وله أبيات كثيرة في مدح أهل البيت وكان الصادق (ع) كثيرا يحبه، ولما توفي ترحم عليه بل وبعث إليه بكفن وسدر وكافور، قيل له يا بن رسول الله إنه كان يشرب الخمر، ويؤمن بالرجعة فقال (ع):
حدثني أبي عن جدي ان محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين وقد تاب.