قد نسينا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لنا بخير ولا يذكرنا به، فهل فهمت ما ذكر الله عز وجل، قال: نعم، فرجت عني فرج الله عنك وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك.
فقال عليه السلام: وأما قوله: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا وقوله: والله ربنا ما كنا مشركين وقوله: (يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) وقوله: إن ذلك لحق تخاصم أهل النار وقوله: لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد وقوله اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون فان ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة 1)، يجمع الله عز وجل الخلائق يومئذ في مواطن يتفرقون، ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض أولئك
____________________
1) إشارة إلى قوله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقدار خمسين ألف سنة (1) وهو أحد الأقوال، بأن يكون المراد تقدير يوم القيامة، ولا ينافيه قوله عز شأنه في سورة السجدة (ألف سنة) لأنه يجوز أن يكون منزلا على أحوال الناس يوم القيامة، أو يكون الألف إشارة إلى موقف من مواقف القيامة،