حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي، قال: حدثني إسحاق بن إسرائيل، قال: حدثنا حريز، عن عبد العزيز عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رحمه الله، قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي وحده وليس معه إنسان، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ فقلت: أبو ذر جعلني الله فداك، قال: يا أبا ذر تعال، قال: فمشيت معه ساعة، فقال: إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة 1) إلا من أعطاه الله خيرا فنفح منه بيمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا، قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي:
اجلس هاهنا، وأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس حتى أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني، فأطال
____________________
قال الصادق عليه السلام: لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا (1). ويؤيده قوله سبحانه ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون (2). فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون (3).
أقول: ينبغي حمل اعتدال الخوف والرجاء على المقاربة بينهما، فلا يقدح فيه أن يكون أحدهما في بعض الناس أقوى أو أضعف منه في الآخر، ومن ثم جاء في الرواية أن يحيى بن زكريا كان خوفه أكثر من رجائه، والمسيح بن مريم عليه السلام كان رجاؤه أكثر من خوفه فكان بهذا له الفضل على يحيى.
1) يعني: ان أهل الأموال في الدنيا هم الفقراء يوم القيامة الا من أعطاه الله
أقول: ينبغي حمل اعتدال الخوف والرجاء على المقاربة بينهما، فلا يقدح فيه أن يكون أحدهما في بعض الناس أقوى أو أضعف منه في الآخر، ومن ثم جاء في الرواية أن يحيى بن زكريا كان خوفه أكثر من رجائه، والمسيح بن مريم عليه السلام كان رجاؤه أكثر من خوفه فكان بهذا له الفضل على يحيى.
1) يعني: ان أهل الأموال في الدنيا هم الفقراء يوم القيامة الا من أعطاه الله